سليمان عليه السلام
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
سليمان عليه السلام
:: نص الموضوع :
قال الله تبارك وتعالى:
ووهبنا لداود سليمان نعم العبد إنه أواب (30) {سورة ص}
نسبه عليه السلام
هو سليمان بن داود بن ايشا بن عويد بن عابر حتى ينتهي نسبه إلى يهوذا بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم وهو أحد أنبياء بني إسرائيل، وقد رزقه الله النبوة والملك وأعطاه ملكًا لا ينبغي لأحد من بعده فكان ملكه واسعًا وسلطانه عظيمًا.
عدد مرات ذكره في القرءان
ذكر اسم سليمان في القرءان الكريم في ست عشرة ءاية وفي سبع سور، وقد ذكر الله تعالى في القرءان الكريم وفي ءايات كثيرة الكثير من النعم المترادفة عليه وعلى أبيه داود عليهما السلام يظهر فيها عظيم فضله تعالى عليهما.
وراثة سليمان داود في النبوة والملك
يقول الله تبارك وتعالى:
وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ (16) {سورة النمل}
ومعنى قوله تعالى وورث سليمان داود أي ورثه في الملك و النبوة وليس المراد أنه ورثه في المال لأنه ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ((نحن معاشر الأنبياء لانورث ما تركناه صدقه)) أي أن الأنبياء لا تورث أموالهم عنهم كما يورث غيرهم بل تكون أموالهم صدقة من بعدهم.
سياسة سليمان وبناؤه لبيت المقدس
قام سليمان عليه السلام بعمارة بيت المقدس تنفيذًا لوصية أبيه داود عليه السلام بعد أربع سنين من توليه الملك وأنفق في ذلك أموالا كثيرة وانتهى من بنائه بعد سبع سنين، وأقام السور حول مدينة القدس. وقد كان ءادم عليه السلام أول من بنىالمسجد الأقصى بناه بعد أرعين سنة من بنائه المسجد الحرام كما أخبر الرسول عليه الصلاة والسلام.
نعم الله تعالى على سليمان عليه السلام
قال الله عزوجل في كتابه الحكيم:
وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْماً وَعُلُوّاً فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ (14) وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ عِلْماً وَقَالا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي فَضَّلَنَا عَلَى كَثِيرٍ مِنْ عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ (15) وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ (16) وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنْ الْجِنِّ وَالإِنْسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ (17) {سورة النمل}
أكرم الله عزوجل عبده ونبيه سليمان عليه السلام بنعم كثيرة وخصه بمزايا رائعة كانت عنوانا للعظمة والمجد ومظهرًا من مظاهر المُلك العظيم والجاه الكبير والدرجة العالية عند الله سبحانه، فقد فضله الله تعالى بالنبوة والكتاب وتسخير الشياطين والجن والإنس، وأعطاه الله عزوجل علما بالقضاء وتسبيح الجبال.
وقد علمه الله تبارك وتعالى منطق الطير ولغته وسائر لغات الحيوانات فكان يفهم عنها ما لا يفهمه سائر الناس، وكان يتحدث معها أحيانًا كما كان الأمر مع الهدهد والنمل، وقد أعطى الله سليمان من كل شىء يجوز أن يؤتاه الأنبياء والناس، وقيل إن سليمان نبي الله عليه السلام أعطي ملك مشارق الأرض ومغاربها.
وقد سخر الله تعالى لسليمان الريح تجري بأمره، ويقال أنه كان لنبي الله سليمان بساط مركب من أخشاب بحيث أنه يسع جميع ما يحتاج إليه من الدور المبنية والقصور والخيام والأمتعة والخيول والجمال...الخ، فإذا أراد سفرًا أو قتال أعداء من أي بلاد الله شاء، حمل هذه الأشياء كلها على هذا البساط وأمر الريح فدخلت تحته فرفعته وسارت به مُسرعة بإذن الله إلى أي مكان شاء بمشيئة الله تعالى وقدرته.
ومن نعم الله تبارك وتعالى على سليمان أن سخر له الجن ومردة الشياطين يغوصون له في البحار لاستخراج الجواهر والآلىء ويعملون له الأعمال الصعبة التي يعجز عنها البشر، كبناء الصروح الضخمة والقصور العالية والقدور الضخمة العالية الثابتة والجفان التي تشبه الأحواض الكبيرة.
وقد جعل الله تعالى لنبيه سليمان عليه السلام سلطة عالية على جميع الشياطين من الجن يسخر من يشاء منهم في الأعمال الشاقة، ويقيد من يشاء في الأغلال ليكف شرهم عن الناس.
ومن نعم الله تعالى على سليمان عليه السلام أن أسال له عين القطر وهو النحاس المذاب، فكان يتدفق مذابا لسليمان عليه السلام كتدفق الماء العذب، فيصنع منه سليمان ما يشاء من غير نار وكانت تلك العين في بلاد اليمن.
سليمان عليه السلام والنملة
يقول الله تبارك وتعالى:
وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنْ الْجِنِّ وَالإِنْسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ (17) حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِي النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ (18) فَتَبَسَّمَ ضَاحِكاً مِنْ قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحاً تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ (19) {سورة النمل}
يخبرنا الله تعالى عن عبده سليمان أنه ركب يومًا في جيشه المؤلف من الجن والأنس والطير حتى إذا وصلوا وادي النمل .
فهذه النملة تكلمت بصوت أمرت فيه أمة النمل في ذلك الوادي أن يدخلوا مساكنهم حذرا من أن يحطمهم سليمان عليه السلام وجنوده أثناء سيرهم واعتذرت عن سليمان وجنوده بعدم الشعور، وقد ألهم الله عزوجل تلك النملة معرفة نبيه سليمان عليه السلام كما ألهم النمل كثيرا من مصالحها، فمن ذلك أنها عندما تجد حبوبا رطبة تحملها وتجففها في الهواء الطلق وتحت أشعة الشمس ثم تقوم بتدخيرها في مساكنها تحت الأرض.
والمقصود أن سليمان عليه السلام سمع كلام النملة وفهم ما خاطبت به تلك النملة أمة النمل وما أمرت به وحذرت، وتبسم من قولها على وجه الفرح والسرور بما أطلعه الله عزوجل عليه من كلام النملة دون غيره، ولهذا دعا الله متضرعًا كما ذكر في الآية السابقة.
قصة سليمان مع بلقيس ملكة سبأ
قص الله تعالى علينا في القرءان الكريم قصة نبيه سليمان عليه السلام مع بلقيس ملكة سبأ في اليمن، وهي قصة رائعة فيها حكم كثيرة وفيها مغزى دقيق للملوك والعظماء، وفيها بيان لسعة مُلك سليمان عليه السلام حيث امتد من بيت المقدس إلى أقاصي اليمن ودانت له الملوك والأمراء، وقد اتخذ سليمان المُلك وسلة للدعوة إلى دين الإسلام والأمر بالعروف والنهي عن المنكر، فلم يترك ملكًا كافرًا إلا ودعاه إلى الإسلام فإن لم يستجب كان السيف هو الحكم الفاصل.
تبدأ قصة سليمان مع ملكة سبأ عندما تفقد سليمان عليه السلام الطير فلم يجد الهدد بينهم، فأخذ يتهدده بالذبح أو التعذيب إلا إذا أتاه بعذر مقبول عن سبب تخلفه
يقول الله تبارك وتعالى:
وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِي لا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنْ الْغَائِبِينَ (20) لأعَذِّبَنَّهُ عَذَاباً شَدِيداً أَوْ لأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِي بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ (21) فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ (22) إِنِّي وَجَدتُّ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ (23) وَجَدْتُهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمْ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنْ السَّبِيلِ فَهُمْ لا يَهْتَدُونَ (24) أَلاَّ يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ (25) اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ (26) قَالَ سَنَنظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنتَ مِنْ الْكَاذِبِينَ (27) اذْهَب بِكِتَابِي هَذَا فَأَلْقِهِ إِلَيْهِمْ ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ فَانظُرْ مَاذَا يَرْجِعُونَ (28) {سورة النمل}
هذا ما دار بين سليمان عليه السلام والهدهد من حديث إذ قال له الهدهد أنه وجد قوم يسجدون للشمس من دون الله، فعند ذلك بعث سليمان كتابًا ليوصله إلى ملكة سبأ مختبرًا صدق الهدهد، وكان الكتاب يتضمن دعوته لهم إلى طاعة الله ورسوله والخضوع لملكه وسلطانه
عرش بلقيس عند سليمان
لما رجعت رسل بلقيس إليها وأخبروها بخبر سليمان عليه السلام ووصفوا لها ما شاهدوا من عظمة ملك سليمان وأنه سوف يغزو بلادهم، أيقنت بعظمة هذا الملك وأنها ليست لها القدرة على حربه فبعثت إليه: إني قادمة لأنظر ما تدعو إليه، ثم أمرت بعرشها فجعل وراء سبعة أبواب، ووكلت به حرسًا يحفظونه وسارت إلى سليمان عليه السلام بجيش كبير مع رجالها وجماعتها.
وأراد سليمان أن يظهر لبلقيس من دلائل عظمته وسلطانه ما يبهرها قال لمعشره من يأتيني بعرشها قبل أن تصل فقال أحدهم أنا أتيك به قبل أن تقوم من مقامك هذا وقال أخر أنا أتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك فلما وجده سليمان مستقرا أمامه حمد الله كثيرًا على ذلك.
وأمر سليمان الجن أن يبنوا له قصرا من زجاج فعندما وصلت بلقيس وجدت عرشها فقال لها سليمان أهاكذا عرشك قالت كأنه هو ، ولكن صدها ما كانت تعبد من دون الله وقومها، ولكن عندما دخلت الصرح العسلاج كشفت عن ساقيها تحسبه ماء فقال لها عليه السلام هذا صرح من قوارير فقالت أمنت برب سليمان
قال تعالى
) قَالَ عِفْريتٌ مِنْ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ (39) قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنْ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرّاً عِنْدَهُ قَالَ هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ (40) قَالَ نَكِّرُوا لَهَا عَرْشَهَا نَنظُرْ أَتَهْتَدِي أَمْ تَكُونُ مِنْ الَّذِينَ لا يَهْتَدُونَ (41) فَلَمَّا جَاءَتْ قِيلَ أَهَكَذَا عَرْشُكِ قَالَتْ كَأَنَّهُ هُوَ وَأُوتِينَا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهَا وَكُنَّا مُسْلِمِينَ (42) وَصَدَّهَا مَا كَانَتْ تَعْبُدُ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنَّهَا كَانَتْ مِنْ قَوْمٍ كَافِرِينَ (43) قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الصَّرْحَ فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً وَكَشَفَتْ عَنْ سَاقَيْهَا قَالَ إِنَّهُ صَرْحٌ مُمَرَّدٌ مِنْ قَوَارِيرَ قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (44) {سورة النمل}
قصة سليمان عليه السلام مع الجياد
قال الله تعالى:
وَوَهَبْنَا لِدَاوُودَ سُلَيْمَانَ نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ (30) إِذْ عُرِضَ عَلَيْهِ بِالْعَشِيِّ الصَّافِنَاتُ الْجِيَادُ (31) فَقَالَ إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَنْ ذِكْرِ رَبِّي حَتَّى تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ (32) رُدُّوهَا عَلَيَّ فَطَفِقَ مَسْحاً بِالسُّوقِ وَالأَعْنَاقِ (33) {سورة ص}
يُذكر أن سليمان عليه الصلاة والسلام عرضت عليه الجياد بالعشي فاشتغل بعرض تلك الخيول حتى خرج وقت العصر وغربت الشمس، قيل إنه بعد ذلك طلب ردها إليه ومسح عراقيبها وأعناقها بالسيف، وقيل غير ذلك والله أعلم.
وفاة سليمان وكم كانت مدة ملكه
يقول الله تبارك وتعالى:
فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلاَّ دَابَّةُ الأَرْضِ تَأْكُلُ مِنسَأَتَهُ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتْ الْجِنُّ أَنْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ (14) {سورة سبأ}
يذكر الله تبارك وتعالى كيفية موت نبيه سليمان عليه السلام وكيف أخفى الله تعالى موته على الجان المسخرين له في الأعمال الشاقة لأن الجن كانوا يقولون للناس: إننا نعلم الغيب فأراد إظهار كذبهم فقبض سليمان وهو متوكىء على عصاه وظل ميتا على عصاه سنة كاملة، فلما أكلت دابة الأرض وهي الأرضة - وهي دويبة صغيرة تأكل الخشب - عصاه خر وسقط إلى الأرض وعُلم أنه قد مات قبل ذلك بمدة طويلة، وتبينت الجن والإنس أيضًا أن الجن لا يعلمون الغيب كما كانوا يتوهمون ويوهمون الناس.
ويقال إنه كان عمر نبي الله سليمان عليه السلام حين توفاه الله اثنتين وخمسين سنة، ولبث عليه الصلاة والسلام في الملك أربعين سنة ودفن في بيت المقدس في فلسطين.
قال الله تبارك وتعالى:
ووهبنا لداود سليمان نعم العبد إنه أواب (30) {سورة ص}
نسبه عليه السلام
هو سليمان بن داود بن ايشا بن عويد بن عابر حتى ينتهي نسبه إلى يهوذا بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم وهو أحد أنبياء بني إسرائيل، وقد رزقه الله النبوة والملك وأعطاه ملكًا لا ينبغي لأحد من بعده فكان ملكه واسعًا وسلطانه عظيمًا.
عدد مرات ذكره في القرءان
ذكر اسم سليمان في القرءان الكريم في ست عشرة ءاية وفي سبع سور، وقد ذكر الله تعالى في القرءان الكريم وفي ءايات كثيرة الكثير من النعم المترادفة عليه وعلى أبيه داود عليهما السلام يظهر فيها عظيم فضله تعالى عليهما.
وراثة سليمان داود في النبوة والملك
يقول الله تبارك وتعالى:
وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ (16) {سورة النمل}
ومعنى قوله تعالى وورث سليمان داود أي ورثه في الملك و النبوة وليس المراد أنه ورثه في المال لأنه ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ((نحن معاشر الأنبياء لانورث ما تركناه صدقه)) أي أن الأنبياء لا تورث أموالهم عنهم كما يورث غيرهم بل تكون أموالهم صدقة من بعدهم.
سياسة سليمان وبناؤه لبيت المقدس
قام سليمان عليه السلام بعمارة بيت المقدس تنفيذًا لوصية أبيه داود عليه السلام بعد أربع سنين من توليه الملك وأنفق في ذلك أموالا كثيرة وانتهى من بنائه بعد سبع سنين، وأقام السور حول مدينة القدس. وقد كان ءادم عليه السلام أول من بنىالمسجد الأقصى بناه بعد أرعين سنة من بنائه المسجد الحرام كما أخبر الرسول عليه الصلاة والسلام.
نعم الله تعالى على سليمان عليه السلام
قال الله عزوجل في كتابه الحكيم:
وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْماً وَعُلُوّاً فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ (14) وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ عِلْماً وَقَالا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي فَضَّلَنَا عَلَى كَثِيرٍ مِنْ عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ (15) وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ (16) وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنْ الْجِنِّ وَالإِنْسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ (17) {سورة النمل}
أكرم الله عزوجل عبده ونبيه سليمان عليه السلام بنعم كثيرة وخصه بمزايا رائعة كانت عنوانا للعظمة والمجد ومظهرًا من مظاهر المُلك العظيم والجاه الكبير والدرجة العالية عند الله سبحانه، فقد فضله الله تعالى بالنبوة والكتاب وتسخير الشياطين والجن والإنس، وأعطاه الله عزوجل علما بالقضاء وتسبيح الجبال.
وقد علمه الله تبارك وتعالى منطق الطير ولغته وسائر لغات الحيوانات فكان يفهم عنها ما لا يفهمه سائر الناس، وكان يتحدث معها أحيانًا كما كان الأمر مع الهدهد والنمل، وقد أعطى الله سليمان من كل شىء يجوز أن يؤتاه الأنبياء والناس، وقيل إن سليمان نبي الله عليه السلام أعطي ملك مشارق الأرض ومغاربها.
وقد سخر الله تعالى لسليمان الريح تجري بأمره، ويقال أنه كان لنبي الله سليمان بساط مركب من أخشاب بحيث أنه يسع جميع ما يحتاج إليه من الدور المبنية والقصور والخيام والأمتعة والخيول والجمال...الخ، فإذا أراد سفرًا أو قتال أعداء من أي بلاد الله شاء، حمل هذه الأشياء كلها على هذا البساط وأمر الريح فدخلت تحته فرفعته وسارت به مُسرعة بإذن الله إلى أي مكان شاء بمشيئة الله تعالى وقدرته.
ومن نعم الله تبارك وتعالى على سليمان أن سخر له الجن ومردة الشياطين يغوصون له في البحار لاستخراج الجواهر والآلىء ويعملون له الأعمال الصعبة التي يعجز عنها البشر، كبناء الصروح الضخمة والقصور العالية والقدور الضخمة العالية الثابتة والجفان التي تشبه الأحواض الكبيرة.
وقد جعل الله تعالى لنبيه سليمان عليه السلام سلطة عالية على جميع الشياطين من الجن يسخر من يشاء منهم في الأعمال الشاقة، ويقيد من يشاء في الأغلال ليكف شرهم عن الناس.
ومن نعم الله تعالى على سليمان عليه السلام أن أسال له عين القطر وهو النحاس المذاب، فكان يتدفق مذابا لسليمان عليه السلام كتدفق الماء العذب، فيصنع منه سليمان ما يشاء من غير نار وكانت تلك العين في بلاد اليمن.
سليمان عليه السلام والنملة
يقول الله تبارك وتعالى:
وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنْ الْجِنِّ وَالإِنْسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ (17) حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِي النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ (18) فَتَبَسَّمَ ضَاحِكاً مِنْ قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحاً تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ (19) {سورة النمل}
يخبرنا الله تعالى عن عبده سليمان أنه ركب يومًا في جيشه المؤلف من الجن والأنس والطير حتى إذا وصلوا وادي النمل .
فهذه النملة تكلمت بصوت أمرت فيه أمة النمل في ذلك الوادي أن يدخلوا مساكنهم حذرا من أن يحطمهم سليمان عليه السلام وجنوده أثناء سيرهم واعتذرت عن سليمان وجنوده بعدم الشعور، وقد ألهم الله عزوجل تلك النملة معرفة نبيه سليمان عليه السلام كما ألهم النمل كثيرا من مصالحها، فمن ذلك أنها عندما تجد حبوبا رطبة تحملها وتجففها في الهواء الطلق وتحت أشعة الشمس ثم تقوم بتدخيرها في مساكنها تحت الأرض.
والمقصود أن سليمان عليه السلام سمع كلام النملة وفهم ما خاطبت به تلك النملة أمة النمل وما أمرت به وحذرت، وتبسم من قولها على وجه الفرح والسرور بما أطلعه الله عزوجل عليه من كلام النملة دون غيره، ولهذا دعا الله متضرعًا كما ذكر في الآية السابقة.
قصة سليمان مع بلقيس ملكة سبأ
قص الله تعالى علينا في القرءان الكريم قصة نبيه سليمان عليه السلام مع بلقيس ملكة سبأ في اليمن، وهي قصة رائعة فيها حكم كثيرة وفيها مغزى دقيق للملوك والعظماء، وفيها بيان لسعة مُلك سليمان عليه السلام حيث امتد من بيت المقدس إلى أقاصي اليمن ودانت له الملوك والأمراء، وقد اتخذ سليمان المُلك وسلة للدعوة إلى دين الإسلام والأمر بالعروف والنهي عن المنكر، فلم يترك ملكًا كافرًا إلا ودعاه إلى الإسلام فإن لم يستجب كان السيف هو الحكم الفاصل.
تبدأ قصة سليمان مع ملكة سبأ عندما تفقد سليمان عليه السلام الطير فلم يجد الهدد بينهم، فأخذ يتهدده بالذبح أو التعذيب إلا إذا أتاه بعذر مقبول عن سبب تخلفه
يقول الله تبارك وتعالى:
وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِي لا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنْ الْغَائِبِينَ (20) لأعَذِّبَنَّهُ عَذَاباً شَدِيداً أَوْ لأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِي بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ (21) فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ (22) إِنِّي وَجَدتُّ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ (23) وَجَدْتُهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمْ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنْ السَّبِيلِ فَهُمْ لا يَهْتَدُونَ (24) أَلاَّ يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ (25) اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ (26) قَالَ سَنَنظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنتَ مِنْ الْكَاذِبِينَ (27) اذْهَب بِكِتَابِي هَذَا فَأَلْقِهِ إِلَيْهِمْ ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ فَانظُرْ مَاذَا يَرْجِعُونَ (28) {سورة النمل}
هذا ما دار بين سليمان عليه السلام والهدهد من حديث إذ قال له الهدهد أنه وجد قوم يسجدون للشمس من دون الله، فعند ذلك بعث سليمان كتابًا ليوصله إلى ملكة سبأ مختبرًا صدق الهدهد، وكان الكتاب يتضمن دعوته لهم إلى طاعة الله ورسوله والخضوع لملكه وسلطانه
عرش بلقيس عند سليمان
لما رجعت رسل بلقيس إليها وأخبروها بخبر سليمان عليه السلام ووصفوا لها ما شاهدوا من عظمة ملك سليمان وأنه سوف يغزو بلادهم، أيقنت بعظمة هذا الملك وأنها ليست لها القدرة على حربه فبعثت إليه: إني قادمة لأنظر ما تدعو إليه، ثم أمرت بعرشها فجعل وراء سبعة أبواب، ووكلت به حرسًا يحفظونه وسارت إلى سليمان عليه السلام بجيش كبير مع رجالها وجماعتها.
وأراد سليمان أن يظهر لبلقيس من دلائل عظمته وسلطانه ما يبهرها قال لمعشره من يأتيني بعرشها قبل أن تصل فقال أحدهم أنا أتيك به قبل أن تقوم من مقامك هذا وقال أخر أنا أتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك فلما وجده سليمان مستقرا أمامه حمد الله كثيرًا على ذلك.
وأمر سليمان الجن أن يبنوا له قصرا من زجاج فعندما وصلت بلقيس وجدت عرشها فقال لها سليمان أهاكذا عرشك قالت كأنه هو ، ولكن صدها ما كانت تعبد من دون الله وقومها، ولكن عندما دخلت الصرح العسلاج كشفت عن ساقيها تحسبه ماء فقال لها عليه السلام هذا صرح من قوارير فقالت أمنت برب سليمان
قال تعالى
) قَالَ عِفْريتٌ مِنْ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ (39) قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنْ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرّاً عِنْدَهُ قَالَ هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ (40) قَالَ نَكِّرُوا لَهَا عَرْشَهَا نَنظُرْ أَتَهْتَدِي أَمْ تَكُونُ مِنْ الَّذِينَ لا يَهْتَدُونَ (41) فَلَمَّا جَاءَتْ قِيلَ أَهَكَذَا عَرْشُكِ قَالَتْ كَأَنَّهُ هُوَ وَأُوتِينَا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهَا وَكُنَّا مُسْلِمِينَ (42) وَصَدَّهَا مَا كَانَتْ تَعْبُدُ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنَّهَا كَانَتْ مِنْ قَوْمٍ كَافِرِينَ (43) قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الصَّرْحَ فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً وَكَشَفَتْ عَنْ سَاقَيْهَا قَالَ إِنَّهُ صَرْحٌ مُمَرَّدٌ مِنْ قَوَارِيرَ قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (44) {سورة النمل}
قصة سليمان عليه السلام مع الجياد
قال الله تعالى:
وَوَهَبْنَا لِدَاوُودَ سُلَيْمَانَ نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ (30) إِذْ عُرِضَ عَلَيْهِ بِالْعَشِيِّ الصَّافِنَاتُ الْجِيَادُ (31) فَقَالَ إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَنْ ذِكْرِ رَبِّي حَتَّى تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ (32) رُدُّوهَا عَلَيَّ فَطَفِقَ مَسْحاً بِالسُّوقِ وَالأَعْنَاقِ (33) {سورة ص}
يُذكر أن سليمان عليه الصلاة والسلام عرضت عليه الجياد بالعشي فاشتغل بعرض تلك الخيول حتى خرج وقت العصر وغربت الشمس، قيل إنه بعد ذلك طلب ردها إليه ومسح عراقيبها وأعناقها بالسيف، وقيل غير ذلك والله أعلم.
وفاة سليمان وكم كانت مدة ملكه
يقول الله تبارك وتعالى:
فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلاَّ دَابَّةُ الأَرْضِ تَأْكُلُ مِنسَأَتَهُ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتْ الْجِنُّ أَنْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ (14) {سورة سبأ}
يذكر الله تبارك وتعالى كيفية موت نبيه سليمان عليه السلام وكيف أخفى الله تعالى موته على الجان المسخرين له في الأعمال الشاقة لأن الجن كانوا يقولون للناس: إننا نعلم الغيب فأراد إظهار كذبهم فقبض سليمان وهو متوكىء على عصاه وظل ميتا على عصاه سنة كاملة، فلما أكلت دابة الأرض وهي الأرضة - وهي دويبة صغيرة تأكل الخشب - عصاه خر وسقط إلى الأرض وعُلم أنه قد مات قبل ذلك بمدة طويلة، وتبينت الجن والإنس أيضًا أن الجن لا يعلمون الغيب كما كانوا يتوهمون ويوهمون الناس.
ويقال إنه كان عمر نبي الله سليمان عليه السلام حين توفاه الله اثنتين وخمسين سنة، ولبث عليه الصلاة والسلام في الملك أربعين سنة ودفن في بيت المقدس في فلسطين.
Abdel Mohsen- عدد المساهمات : 500
نقاط : 635
السٌّمعَة : 1
تاريخ التسجيل : 03/01/2010
الموقع : في حي الروضه
رد: سليمان عليه السلام
مشكووووور
ŽỲỖǾỖĐ- عدد المساهمات : 500
نقاط : 699
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 31/12/2009
رد: سليمان عليه السلام
العفوو
Abdel Mohsen- عدد المساهمات : 500
نقاط : 635
السٌّمعَة : 1
تاريخ التسجيل : 03/01/2010
الموقع : في حي الروضه
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى