تاريخ العميد الإتحاد
3 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
تاريخ العميد الإتحاد
--------------------------------------------------------------------------------
قصة التأسيس من الألف إلى الياء
ميلاد العميد في غرفة اللاسلكي
تظل أصالة الاتحاد وعراقته سمة مميزة يتفرد بها هذا النادي العميد. فهما نتاج طبيعي لذلك الإصرار الصخري على تحديد الهوية الاتحادية مع تباشير الارادة التاريخية في جدة عام 1346 هـ
عقد مجموعة من الشباب إجتماعاً خلف مكتب اللاسلكي بمدينة جدة للنظر في أمر تأسيس فريقهم الجديد وضم الاجتماع كلا من: عبد الصمد نجيب ، وعثمان باناجة ، وعبد العزيز جميل ، وعبد اللطيف جميل ،وإسماعيل زهران ، وحمزة فتيحي ، وعلي يماني ، وأحمد أبو طالب .
وبحث الاجتماع مسألة تأسيس ناد جديد واختيار اسمه ورئيسه وذلك ضمن المهام التأسيسية الأخرى. واستقر الرأي على اختيار اسم ( الاتحاد ) وللتاريخ نذكر أن أول من فكر في إطلاق هذا الاسم هو عبد العزيز جميل الذي قال في ذلك الاجتماع :
طالما إحنا مجتمعين هنا ومتحدين " الاتحاد " وصادف هذا الاسم قبولاً لدى جميع المجتمعين وهكذا انطلق من ذلك الاجتماع ذلك الاسم الحبيب ( الاتحاد ) الذي تناقلته الأجيال وتغنت به الجماهير حتى يومنا هذا .
في ذلك الاجتماع التاريخي خلف مكتب اللاسلكي أشار إسماعيل زهران لاعب الفريق الذي كان يعمل موظفاً بجهاز اللاسلكي والتلغراف بجدة إلى إمكانية انتخاب رئيس الجهاز الذي يعمل له وهو الأستاذ على سلطان رئيساً للنادي ، ولم يجد اقتراحه معارضة ولدى الاجتماع بعلي سلطان ومفاتحته في أمر ترشيحه لرئاسة النادي استجاب لطلب الاتحاديين ووعد ببذل الجهود لخدمة النادي وأهدافه وبذلك أصبح على سلطان ( رحمة الله ) أول رئيس رسمي للنادي .
كانت بداية الاجتماعات حول تكوين النادي قد تمت في رجب من عام 1346 هـ واستقر الرأي مع ذلك أن يعتمد التأسيس مع مطلع عام 1347 هـ وهذه كانت رواية حمزة فتيحي أحد أبرز مؤسسي نادي الاتحاد. وبالتالي يكون الاتحاد في هذا العام 1423هـ قد بلغ الخامسة والسبعون من عمره المديد وحق له أن يحتفل باليوبيل الماسي مثلما أحتفل من قبل باليوبيل الفضي .
سـلامة أول مدرب في تاريخ الاتحاد
ونشط الاتحاديون فور فراغهم من اختيار رئيس النادي في البحث عن مدرب الفريق، وفي تلك الأيام عاد إلى جدة صالح سلامة وقد كان يعمل بالهند حيث تعرف على كرة القدم هناك عن كثب ودرس بعض فنونها ، وحين عرضوا عليه مهمة تدريب الفريق أبدى موافقته الفورية ، وهكذا تم تعيينه مدرباً للفريق .
وتم تشكيل مجلس الإدارة من الآتية أسماؤهم :
صالح سلامة - مدرباً وقائداً
عبد العزيز جميل - سكرتيراً
عبد الرازق عجلان - عضواً
عباس حلواني - عضواً
عثمان باناجة - عضواً
عبد الله بن زقر - عضواً
زهران إسماعيل - عضواً
عبد الله جميل -عضواً
العميد - كيف ولماذا؟
تعتبر المباراة التي أقيمت بين فريقي الرياضي والاتحاد عام 1349 هـ هي أول لقاء بين فريقين سعوديين ولذا فتلك المباراة كانت تاريخية .
كان فريق الرياضي هو الفريق الأم الذي انبثق منه فريق الاتحاد ومع أن الفارق في مدة التأسيس شهور وان كان لاعبي الاتحاد هم لاعبون سابقون في الرياضي فان الرياضي أصبح يرى في الوليد الجديد خطر عليه . أقيمت تلك المباراة التاريخية وسط أجواء ساخنة ملتهبة وانتهت بهزيمة الرياضي 3/صفر وقد سجل الأهداف كل من علي يماني وحمزة فتيحي وحسن كامل ، ومل لبث الرياضي أن حل نفسه متأثراً بتلك الهزيمة القاسية . تجدر الاشارة إلى أن شعار الرياضي هو الأحمر والأبيض ( مخطط طولي ) ولو أن الرياضي استمر لأصبح عميداً للأندية السعودية الحية بفارق شهور بينه وبين الاتحاد ، وهكذا لم يبق من فريق الرياضي إلا الآثار التاريخية وبهذا أصبح الاتحاد عميد الأندية السعودية . وجد الاتحاد نفسه بين عشية وضحاها سيداً للفريق جدة مجتمعة ، واستشعاراً منه بالمسؤولية الضخمة المتمثلة في الدفاع عن مستوى الكرة السعودية تم الاتفاق على ضرورة إقامة مباراة تحدى بين فريق الاتحاد ومنتخب من الفرق الإندونيسية
الاتحاد يتحدى بالحبر الأحمر
وعن طريق الصدفة وحدها فيما يروى المؤرخون لتاريخ الكرة كتب عبد العزيز جميل خطاباً بالحبر الأحمر للدكتور عبد الفتاح فلمبان وكان مسؤولاً عن أكبر الفرق الإندونيسية ويعمل بالسفارة الإندونيسية بجدة كتب إليه داعيا قبول التحدي في لقاء يجمع بين الاتحاد ومنتخب الإندونيسيين وقبل الإندونيسيين التحدي وعلى الرغم من أنهم كانوا يشعرون بأن نادي الاتحاد دون مستواهم إلا أن كتابة الخطاب بالحبر الأحمر أثارتهم فتوعدوا الاتحاد بهزيمة قاسية . كان حمزة فتيحي في تلك المباراة متحفزاً مثل النمر ، هذه الشخصية الفريدة التي ظلت دائماً شريكا في كل مجد من أمجاد الاتحاد الأولى ، كأنها تجسد تاريخه ، في تلك المباراة تألق حمزة فتيحي وتسبب في انتصار فريق الاتحاد بتمريرة منه إلى القناص عبد الله مدني الذي أودعها في الحال في مرمى الإندونيسي وانتصر الاتحاد بذلك الهدف في ذلك اللقاء الهام على منتخب الإندونيسيين ، وأهمية المباراة تنبع من أن المنتخب الإندونيسي كانت فيه أبرز العناصر وألمع اللاعبين من جميع فرق الجالية الإندونيسية في مكة و جدة ، وكانت تلك هي هزيمتهم الأولى من فريق وطني بالمملكة وبمثابة الضربة القاضية فأحرقوا الخشب وقلبوا قدور العشاء تعبيراً عن حزنهم وخيبة أملهم ، وفي المقابل زادت شعبية الاتحاد لأنه الفريق الوطني الوحيد في تلك العصر .
أول ذهب يدخل خزانة الاتحاد
أصبح الاتحاد فريقاً مهاباً ، وقد قادت انتصاراته الأخيرة الشيخ أحمد ناظر إلى دعوة فريق جدة للتباري على نيشان من الذهب الخالص بأسم نجله فؤاد ناظر ، وقد لبى دعوته فريقا الاتحاد والمختلط . وأقيمت مباراة ساخنة بين الفريقين في يوم الجمعة 29/10/1351 هـ وحضرها جمهور كبير من مشجعي الفريقين ، وفاز الاتحاد في هذه المباراة أيضاً وأحرز النيشان الذهبي ، وكانت هذه أول جائزة يحصل عليها الاتحاد في تاريخه ، وقد بدأ الاتحاد طريقة كما رأينا بالذهب .
التشكيلة الذهبية
مثل فريق الاتحاد في تلك المباراة نخبة رائعة من نجوم ذلك الزمان هم : طموش، وعبد الصمد نجيب ، وعثمان باناجة ، وغريب رشاد ، وزهران إسماعيل ، وعلي يماني، والسيد عبد الله ، وحسن كامل وحمزة فتيحي ، وأخرون
الاتحاد السفير المفوض
حينما ازدادت علاقات المملكة التجارية والثقافية مع أرجاء المعمورة ، اتسع نشاط ميناء جدة فأصبحت تزوره السفن التجارية والبوارج الحربية وذلك قبيل الحرب العالمية الثانية وكل ناقلة من تلك الناقلات كان من ضمن بحارتها من يمارسون كرة القدم وكانت السفن تنتهز فرصة رسوها بالميناء ليوم أو يومين فتتبارى الفرق التابعة لها ودياً مع أندية جدة وكان ذلك منذ عام 1354 هـ وكان الاتحاد وقتها جاهزا للقاء مثل تلك الفرق بعد أن تسيد على أندية جدة بتغلبه عن فرق الجاليات الصومالية واليمنية والسودانية والإندونيسية والفرق الوطنية المختلفة .
التحدي مع البارجة هاستنجس
استهل الاتحاد لقاءات البوارج مع فريق البارجة هاستنجس لكرة القدم وكان هناك تخوف من الفريق الإنجليزي باعتبارهم مخترعو كرة القدم لكن سرعان ما تبدد هذا الخوف بمجرد نزول الاتحاديين أرض الملعب ، هناك حيث جعلت صيحات الجماهير وتشجيعهم من فريق الاتحاد فتية من الحماس وألهبت تلك الهتافات شعور لاعبي الاتحاد الوطني مع فريق البارجة ، و قد تألق في تلك المباراة لاعب الاتحاد الموهوب إبراهيم حمبظاظة وكان يلعب بالسويس كما تألق أيضاً القناص حسن كامل. رفع هذا التعادل مع فريق البارجة الإنجليزية من معنويات فريق نادي الاتحاد ذلك أن تاريخ الكرة الإنجليزية في ذلك الوقت كان يربو على نصف قرن بينما كان تاريخ ممارسة فريق الاتحاد لكرة القدم لا تتعدى سنواته عدد أصابع اليد الواحدة .
أول مواجهة بين الاتحاد والأهلي
أثار فوز الاتحاد على فريق البارجة البريطانية غيرة المولود الجديد فريق الأهلي ، حيث تقدم هذا الأخير إلى الاتحاد بطلب إقامة مباراة بينهما وذلك في أول عام على تأسيس الأهلي 1357 هـ وافق الاتحاديون على طلب الاهلاوي لكنهم دفعوا بالصف الثاني لمواجهة الأهلي ، وانتهت المباراة بالتعادل ، وبعد ذلك وقع ما يشبه التحدي بين رئيس الأهلي حسن شمس وقائد الاتحاد حمزة فتيحي ، فقال الشمس للفتيحي : ( ومين من اللاعبين كان ينقص الاتحاد ، كلهم لعبوا ما عد أنت وعلي اليماني ) . وازاء هذا التحدي لعب الاتحاد المباراة الثانية بكامل نجومه وفاز بالمباراة وبعد هذه المباراة أصبح الأهلي يتجنب ملاقاة الاتحاد وأستمر ذلك لأكثر من أحد عشر عاماً .
الفوز على البارجة جون هور
رست البارجة البريطانية جون هور في ميناء جدة عام 1369 هـ فكانت فرصة سانحة لفريق الاتحاد الجديد للتباري مع فريق كرة القدم التابع للبارجة وعلى الرغم من فنيات ذلك الفريق الإنجليزي العالية استطاع فريق الاتحاد الفوز عليهم بنتيجة 2/1 وجذبت تلك المباراة اهتمام سمو الأمير عبد الله الفيصل الذي كان يشغل منصب وزير الداخلية وقتها ويقول سموه : كنت احرص على متابعة أخبار المباريات التي يخوضها الاتحاد مع هذه البوارج إعجاباً بهذه الفريق الوطني وقدرته على مقارعة الفرق الأجنبية وكانت أول مباراة أحضرها في معلب الاتحاد بجدة أمام القشلة بجوار بيت زينل وجرت بين الاتحاد وفريق البارجة البريطانية في 21/5/1369 هـ وقد حضرتها شخصياً بعد أن زارني في مكة المكرمة علي رضا وطلب مني رعاية المباراة بصفته وكيل نائب الملك : كما حضر اللقاء عبد الله السليمان وزير المالية الأسبق : وكان ذلك بمثابة مساندة ودعم للفريق وفاز الاتحاديون في تلك المباراة على الفريق الإنجليزي بنتيجة 2/صفر وسجل لفريق الاتحاد كل من عبدالوهاب عبد الحفيظ وفخري زارع . وكانت تلك المباراة أول شرارة حب لكرة القدم ولنادي الاتحاد في قلب سمو الأمير عبد الله الفيصل ومن فرط إعجابه بما قدمه اللاعبون تبرع للنادي بألف ريال وبدلتين رياضيتين لكل لاعب ، أما الشيخ عبدالله السليمان وزير المالية آنذاك فقد منح كل لاعب 500 ريال وأهداهم الشيخ عبدالله بن زقر ساعة يد لكل لاعب كما قدم قلماً مذهباً من الهدافين عبد الوهاب عبدالحفيظ وفخري زارع
الاتحاد يساهم في الاعتراف بالرياضة رسمياً ((التاريخ طويل الله يعينكم))
ساهمت مباراة الاتحاد مع فريق البارجة البريطانية في زيادة اهتمام الأمراء والأعيان بما يقوم به هذا الفريق وما يقدمه من نتائج رياضية مشرفة فأخذت الرياضة تدخل منعطفاً جديدا من خلال مساهمات الأمراء والأعيان في دعم الرياضة مدياً ومنعوياً وبالتالي تمهيد الطريق لتنظيمات رسمية مستقبلية تحت إشراف الدولة . وتولى سمو الأمير عبد الله الفيصل الجانب الأكبر من هذه الرعاية وذلك الدعم فكان يشجع الاتحاديين على المزيد من اللقاءات مع الفرق لكن تفرد الاتحاد بالساحة وعدم وجود فرق محلية وقوية يمكن ان تنافسه دفعه لبحث عن فرق الجاليات وبالفعل كان في جدة فريق مكون من الجالية السودانية يطلق عليه اسم الشبيبة حيث اتفق معه الاتحاديون على إقامة مباراتين
الفوز على الشبيبة السودانية
كسب الاتحاد المباراتين وفاز على الشبيبة مرتين كانت المرة الأولى في يوم 2/8/1369 هـ بنتيجة 1/صفر على ذلك الفريق الذي كان من أقوى فرق الجالية السودانية ونفس النتيجة فاز الاتحاد أيضاً على الشبيبة رغم انضمام ثلاثي الشبيبة الخطير عبد الحفيظ مرغني والأخوان زكي وعبد الحليم داود وبذلك الانتصار الإخير على فريق الجالية السودانية بسط الاتحاد نفوذه على مدينة جدة بينما كان الوحدة هو فارس الساحة في مكة المكرمة .
أول مواجهة بين الاتحاد والوحدة :
حتى نهاية الستينيات الهجرية لم تقم أي مباراة بين الاتحاد والوحدة لكن المؤشرات كانت تستدعي حتمية اللقاء وخاصة بعد تفوق الوحدة على فرق مكة المكرمة وسمع الاتحاديون عن ذلك التفوق وتلك السيادة فقرروا مواجهة الوحداويين. وبادروا بطلب إقامة اللقاء فوافق الوحداويون على إقامة اللقاء بينهما شرطة أن تقام مباراتين إحداهما في جدة والأخرى في مكة. وأقيمت المبارة الأولى في 9/8/1369هـ وانتهت تلك المباراة بفوز الاتحاد لكن الاتحاديين اعتذروا عن مباراة مكة لارتباتطهم وتقدم فريق الوحدة بشكوى للمسؤولين في وزارة الداخلية فتم إلزام الاتحاد بخوض المباراة الثانية. وهكذا تم اللقاء مجدداً بين الفريقين وانتهى أيضاً لصالح الاتحاد بنتيجة 3/1. وكان صالح زهران هو هداف الثلاثة أهداف أو (الهاتريك) بلغة هذه الأيام. ومما ذكر أن أول هدف سجله ذلك المهاجم الخطير جاء بعد 90ثانية لبداية المباراة وعلى إثره انطلقت جماهير الاتحاد تهتف (هص هص جبنا هدف بدقيقة ونص). وتأكدت بذلك زعامة الاتحاد على أندية جدة ومكة.. وعلى إثر ذلك تمت دعوته للمشاركة في احتفال سفارة الباكستان بعيدها الوطني ونازل فريق الباكستان في مباراة حضرها الملك فيصل وكان نائباً لجلالة الملك وقتها في الحجاز كما حضرها القائم بأعمال المفوضية الباكستانية وبعض رجالات السلك السياسي والأجنبي.. كما حضرها سمو الأمير عبد الله الفيصل وكانت تلك المباراة قد أقيمت في 4/11/1369هـ.
صاروخ الاتحاد يفجر البارجة شيفرن :
في مطلع السبعينيات الهجرية وصلت إلى ميناء جدة البارجة الإنجليزية شيفرن وتبارى فريقها لكرة القدم في 3/3/1370هـ مع فريق الاتحاد في لقاء ودي انتهى لصالح الاتحاد بهدف صاروخي سجله اللاعب عصمت على إثر تمريرة ذكية من صالح زهران أسود انطلق لها عصمت بسرعة البرق وسددها قوية في شباك فريق البارجة شيفرن وانتهى اللقاء بنتيجة 1/صفر وقد حضر تلك المباراة سمو الأمير منصور بن عبد العزيز وزير الدفاع الأسبق كما حضرها معالي وزير المالية الأسبق الشيخ عبد الله السليمان. وعلى إثر تلك المباراة انهالت التبرعات من جديد على فريق الاتحاد.. ففي تبرع هو الأول من نوعه أهدى سمو الأمير عبد الله الفيصل اللاعب صالح زهران أسود سيارة شيفر موديل 50 وذلك لقيامه بواجباته الدفاعية على خير وجه في تلك المباراة. وكان لهذا الحدث التاريخي الذي سجله الاتحاد لأول مرة أثره البعيد في تطور الرياضة بالمملكة لا سيما بعد تألقه أمام فريق البارجة شيفرن التي أحرزت عدة بطولات وكؤوس أثناء تجولها في الخليج العربي والبحر الأحمر.
بذرة التنافس بين الجارين :
وبتسيد الاتحاد كان الأهلي يترقب هذا المارد الأصفر ويتذكر لقاءه الأول معه الذي خسره قبل أكثر من أحد عشر عاماً واضطره لتجنب ملاقاة الاتحاد طوال تلك الفترة، لكن شيئاً من الغيرة دفعت الأهلاويين إلى تحين فرصة جديدة لمواجهة الاتحاد. فتقدموا بطلب إقامة مباراتين. الأولى على ملعب الاتحاد في 9/5/1370هـ والثانية على ملعب الأهلي. جرت المباراة الأولى وسط تنافس شديد وظهر فيها الكثير من العنف وكان اللاعبين يلعبون بأعصابهم وليس بأقدامهم، وتكررت الأخطاء من الفريقين نتيجة الهجمات المتبادلة بينهما وانتهى اللقاء بالتعادل بدون أهداف، لكن هذه المباراة التاريخية كانت النواة التي أنبتت التنافس المحموم بين الجارين الذي نشاده اليوم في كل مباراة وفي كل لعبة بين الاتحاد والأهلي. ولئن كان طابع المباراة الأولى القوة والخشونة، فإن المباراة الثانية بينهما كانت أمر وأدهى بسبب الجوائز المغرية التي وضعها سمو الأمير عبد الله الفيصل تشجيعاً للفريق المنتصر، وكانت الجوائز عبارة عن ساعة ذهبية لكل لاعب، وأحد عشر رسماً لسموه موقعاً عليه بكلمة إهداء إلى جميع اللاعبين وخص رئيس النادي الفائز برسم مجسم. وكان أن سدد عبد الحفيظ ميرغني إصابة الاتحاد الوحيدة برأسه على إثر ضربة مباشرة رفعها اللاعب زكي داود، وقد احتج الأهلاويون على هذه الضربة ولم يعترفوا بالهدف. وحدثت خلافات كبيرة حول صحة الهدف قطعها سمو الأمير عبد الله الفيصل حين أيد حكم المباراة فيما ذهب إليه بصحة الهدف واعتبر الاتحاد فائزاً بالمباراة وقام سموه في اليوم التالي بتوزيع الهدايا على الاتحاديين. وكان هذا الحدث بمثابة اللطمة الموجعة على وجه الأهلي.. وشعر الاتحاديون بذلك فوقفوا موقف المحترس من خصمه الأهلي، وسارعت إدارة الاتحاد إلى توطيد العلاقة مع فريق النادي الأهلي بمكة المكرمة لتوثيق عرى المحبة وإقامة حلف ثنائي بين الناديين تحسباً للمفاجآت والمباغتات التي يمكن أن يقوم بها أهلي جدة. وأقام الاتحاد حفلاً خاصاً بمناسبة التحالف مع أهلي مكة، وجرت مناورة بين الناديين ودعي إلى الحفل سمو الأمير عبد الله الفيصل ومعالي وزير الدولة الأسبق الشيخ حمد السليمان.
التنظيم الرسمي والنادي رقم واحد :
ازدادت اهتمامات الأمير عبد الله الفيصل بالرياضة واتسعت دائرة رعايته للرياضيين فبذل جهوداً كبيرة لإسباغ الصفة الرسمية على النشاطات الرياضية ونجح في ذلك حيث تقرر إنشاء إدارة للشئون الرياضية تابعة لوزارة الداخلية عام 1372هـ ، وقام سموه باستقدام الخبير الرياضي خليل التاودي للإشراف الفني على النشاط الرياضي، ثم حصل سموه على موافقة بإنشاء الإدارة العامة للرياضة البدنية والكشفية بوزارة الداخلية واستقدم من مصر الخبير الرياضي مصطفى كامل منصور للمساهمة في وضع أول نظام للرياضة السعودية، وبدأت التنظيمات السمية وتم تسجيل الأندية فكان نادي الاتحاد النادي رقم واحد بحكم الأقدمية في تاريخ التأسيس.. إضافة إلى العديد من الحيثيات التي فرض فيها الاتحاد نفسه كأول ناد سعودي وبالتالي استحق لقب (عميد الأندية السعودية). وقد عرف الاتحاد بلقب (العميد) منذ مراحل التأسيس الأولى حينما نظم له شاعره محمد درويش قصيدة تغنى فيها بعمادة الاتحاد جاء فيها:
فريق الاتحاد بكم أشيد - أنت في البلاد غدا عميد
كأس عبد الله الفيصل للاتحاد :
النجاح الذي تحقق في لقاءات منتخبات المناطق كأول نشاط رسمي تنظمه وتشرف عليه إدارة الشؤون الرياضية في بداية السبعينيات فتح أمام الأمير عبد الله الفيصل أبواباً جديدة من الأمل في القيام بخطوة نجاح أخرى. ولكن هذه المرة على مستوى الأندية، فكانت البداية مقصورة على أندية مكة المكرمة وجدة فقط، وذلك لتقارب المستوى الفني بين الفرق، ولضمان إنجاح أول تنظيم رسمي للمباريات بنظام الدوري، حيث قدم الأمير عبد الله الفيصل كأساً فضية للبطولة. وتكونت لجنة فنية لوضع اللائحة الخاصة بهذه المسابقة وكيفية الإشراف عليها من قبل إدارة الشؤون الرياضية.. وقد ضمت اللجنة كلاً من مصطفى كامل منصور، خليل التاودي، حسن علي، وقد اقتصر الدوري على مشاركة أندية: الاتحاد، أهلي مكة، الثغر (الأهلي حالياً)، الهلال البحري، الوحدة، وقص الاتحاد وأهلي مكة شريط الافتتاح بلقاء بينهما انتهى بتعادلهما بهدفين لكل منهما. وقدر لهذه المسابقة الأولى من نوعها في المملكة أن تواجه بعض العقبات خاصة فيما يتعلق بالتحكيم، حيث قدم نادي الثغر (الأهلي حالياً) خطاباً إلى إدارة الشؤون الرياضية يتضمن احتجاجه على حكم مباراته مع الوحدة (مصطفى كامل منصور)، فقدم هذا الأخير اعتذاره للأمير عبد الله الفيصل عن تحكيم أية مباراة قادمة، فرأى الأمير عبد الله الفيصل إيقاف هذه المسابقة مؤقتاً حتى يحل النزاع، وتم ذلك فعلاً واستؤنف الدوري بعدها، ووصل الثغر والاتحاد إلى مباراة البطولة التي جرت يوم الجمعة 24/8/1372هـ على ملعب الصبان بجدة، وتعادل الفريقان في الوقت الأصلي من المباراة، واقترح الأمير عبد الله الفيصل أن يلعب الفريقان وقتاً إضافياً مقداره 40دقيقة لحسم الموقف وتحديد الفائز. واستطاع الاتحاد أن يفوز على الثغر (الأهلي حالياً) بهدفين مقابل هدف وقام سمو الأمير عبد الله الفيصل بتسليم كأسه الفضية لكابتن الاتحاد.
التأسيس الرسمي للرياضة السعودية :
ويمكن التاريخ لنهاية مرحلة التأسيس وتكوين وتجميع الخبرات وتراكمها بعام 1377هـ حيث أقيمت أول مسابقة رسمية في المملك، كان الاتحاد قبل إقامة تلك المسابقة في مرحلة شهدت الكثير من الشد والجذب بين أن يكون أو لا يكون.لكنه كان أيضاً في أوجه مجده. حيث انهالت عليه الانتصارات والحوافز. شهدت تلك الفترة الاتحادية كما طالعنا لقاءات مع فرق الجاليات المختلفة ثم فرق خارج الوطن في رحلته الأولى لمصر. ومع كل هذا الزخم لم يهمل الاتحاد التباري مع الفرق الوطنية ويمكننا القول أن المنافسات مع هذه الفرق المثيلة في مكة وجدة كانت منافسات ساخنة وأوارها مشتعل بأكثر من المباريات التي كانت تقام بين الاتحاد والجاليات.
أول مسابقة رسمية في الملاعب السعودية :
أقيمت أول مسابقة رسمية على نطاق المملكة وهي كأس جلالة الملك عام 1377هـ وأقيمت في العام نفسه مسابقة ولي العهد. ولم يوفق الاتحاد في السنة الأولى في نيل كأس الملك الذي نالته الوحدة. كما لم يوفق في منافسات كأس ولي العهد وهكذا وجد الاتحاد نفسه وقد خرج من الموسم الأول دون تتويج وبدأ يستعد للموسم القادم بلاعبين جدد. وكان برنامج الدوري يشمل التاري ضد فرق مثل الثغر والشاطئ والوحدة وفي نهائي الدوري فاز الاتحاد على الثغر ثم فاز الثغر عليه وتعادل الوحدة مع الشاطئ. غاية الأمر أن نتيجة الدوري حتمت أن يلتقي فريق الاتحاد مع فريق الوحدة وكان لفريق الاتحاد 12نقطة ولفريق الوحدة 11نقطة فالتقى الفريقان في 18/8/1378هـ وتعادلا وبذلك أصبح الكأس من نصيب الاتحاد. وبدءا من هذه الكأس سلك الاتحاد درب الذهب وصنع أمجاداً رائعة فقد فاز في تلك الفترة بكأس الملك لثلاث سنوات متتالية 1378هـ، 1379هـ، 1380هـ كما فاز بكأس سو ولي العهد (الوطنيون) في عام 1378هـ، 1379هـ، ثم عاد الاتحاد في عام 1383هـ وفاز بخمسة كؤوس: كأس الملك، كأس ولي العهد، كأس الطائرة، كأس تنس الطاولة، كأس السلة.. ويعتبر ذلك الموسم (1383هـ) من أشهر المواسم التي احتكر فيها الاتحاد بطولات كل المنافسات على مستوى جميع الألعاب.
كأس النسر الاتحادي :
وفي عام 1386هـ أدخلت رعاية الشباب تعديلاً على نظام الدور فاختارت الأول والثاني من المناطق الثلاث (الغربية والوسطى والشرقية) للعب على الدوري الجديد (الدوري الممتاز) وهو من دورين انتهى الدور الأول وكان ترتيب الاتحاد المركز الأول. لكن تعذر إكمال الدور الثاني من هذا الدوري بسبب نكسة الخامس من حزيران. وتوج الاتحاد كئوسه بأن أستعاد كأس الملك لعام 1387هـ في واحدة من أقوى النهائيات القديمة وكان ذلك أمام النصر في الرياض وفاز بها الاتحاد 5/3 وساهمت تلك المباراة في شعبيته الجارفة كما أن الملك فيصل بن عبد العزيز أبدى إعجابه بالمستوى الذي قدمه الاتحاد وخاصة سعيد غراب والحارس تركي بافرط حيث أطلق على الغراب لقلب (العقاب) وأطلق على تركي بافرط لقب (خط ماجينو المكهرب).
عودة العميد إلى منصات التتويج :
رغم روعة الإنجاز التاريخي الذي حققه الاتحاد في موسم 1387هـ إلا أن صعوده إلى القمة وتربعه عليها بذلك التميز والانفراد أثر حفيظة البعض فأصيب الاتحاد بعين الحسد وفتح النادي صفحة قاتمة، رمادية اللون من تاريخه لا يحبذ الاتحاديون قدح زناد الذاكرة لاستعادة صورها وأحداثها، فقد دخل النادي مع مطلع عام 1388هـ مرحلة جديدة من الضياع والتشتت كانت مقدمة لأسوأ فترة مر بها النادي منذ تأسيسه حيث كان مهدداً بالانهيار والاندثار.
حتى عام 1402 هـ تولى رئاسة النادي الأستاذ إبراهيم أفندي وكان النادي في ذروة اكتمال عناصر التفوق والاستعداد للبطولات وبالتالي تصادف قدوم هذه الإدارة مع تنظيم (الدوري المشترك) عام 1402هـ، ولما كان فريق كرة القدم مشبعاً بعدد كبير من النجوم الذين جلبهم الأمير طلال بن منصور فقد نجح الاتحاد في خوض منافسة قوية في الدوري المشترك ونجح إبراهيم أفندي في استثمار تلك القدرات وقاد النادي بحنكة واستطاع أن يتعاقد مع مدرب برازيلي كفء (شيزنهو) الذي استطاع أن يقود الاتحاد فنياً للفوز ببطولة الدوري المشترك ويعود به إلى منصات التتويج بعد غياب دام خمسة عشر عاماً. كان لهذه البطولة طعم خاص ومميز ووجدت عند الاتحاديين الكثير من الفرح والسرور والأمل في المزيد من البطولات، والأهم أنها فتحت الأبواب أمام شخصيات اتحادية كانت تتحفز لخدمة هذا النادي العريق من الداخل أمثال الدكتور عبد الفتاح ناظر الذي أسس البنية التحتية لكل التنظيمات الحديثة لنادي الاتحاد ودخل بالنادي عصر الكمبيوتر وأسبغ عليه شكل النادي المتطور، ثم جاء المهندس حسين لنجاوي الذي استفاد من خبرته في إدارة الناظر وقاد الاتحاد إلى مناجم الذهب الحقيقي حيث فاز الاتحاد ببطولة كأس خادم الحرمين الشريفين في 28شعبان1408هـ إثر فوزه على النصر بهدف قاتل سجله محمد السويد في منتصف الشوط الأول.. وكانت حلاوة هذا الفوز الكبير تتدفق في كل أرجاء البيت الاتحادي فقد استعاد الاتحاد الفوز بهذه الكأس الغالية بعد غياب دام 21عاماً. فكانت بحق بطولة تاريخية لا تزال عالقة في أذهان الاتحاديين. وكأني بهذه الكأس قد أضاءت شمعة الأمل في المزيد من الحضور البطولة وتحقيق إنجازات تليق بهذا النادي العريق. وبالفعل نجح الاتحاد في عام 1411هـ في الفوز بكأس سمو ولي العهد أثناء رئاسة الأستاذ أحمد مسعود، وكل هذه البطولات والإنجازات جميلة وتاريخية ومحفورة في الذاكرة الاتحادية القديمة والحديثة لكنها رغم ذلك لم تحقق الحد الأعلى من طموحات الاتحاديين وآمالهم لتعويض ما فات في السنوات العجاف. ثم أن العميد بطبعه لا يشبع بلقمة من هنا أو لقمة من هناك بل يريد أن يأكل من الطبق الذهبي بمفرده ويتلذذ به إلى حد الإشباع.
عصر الثلاثية :
ليس مهماً أن تأتي الأشياء الجميلة متأخرة بعض الشيء.. لكن المهم - بل الأهم - أن لا تغيب تماماً في عز الحاجة إليها.. فالفرحة مهما كانت صغيرة أو كبيرة، قد تضيع في زحمة الإخفاق هنا أو التعثر هناك، لكنها رغم ذلك لن تموت مادام القلب ينبض بالأمل ويخفق بالطموح. ولو أردنا تحديد الأشياء بمسمياتها الدقيقة والصحيحة جاز لنا القول أن الصبر كان المفتاح الأول الذي استخدمه الاتحاد لفتح مناجم الذهب وحصد الكؤوس والبطولات، وكأنه قد استشعر مقولة أحد الفلاسفة (أن النجاح في معظم الأمور يتوقف على أن يعرف الإنسان إلى متى يجب أن يصبر حتى يفوز). لقد صبر الاتحاديون سنوات طويلة تجرعوا خلالها مرارة الحرمان من البطولات نتيجة ما تعرض له هذا النادي من مكائد ودسائس استهدفت إنهاك قواه وتجريده من عوامل التفوق. كانت هذه المعاناة بكل ما فيها من قهر كافية جداً لتعويد الاتحاديين على الصبر والتحمل والجلد، بل أنها حقنتهم بمصل المناعة ضد كثير من فيروسات الإنهاك وسموم التدمير. ومن هنا بدأت رحلة الصمود في وجه التيارات المختلفة ومرحلة الظهور الجماعي للعديد من المفاهيم التي تقبع تحت مظلة الصبر. فقد صبر الاتحاديون على الحرمان وهم في عز الاستعداد، تحملوا القهر وهم يرفعون شعار الأمل والطموح. كان يتمسكون بحبل الصبر وكأنهم على يقين تام بأن إدراك الأماني يبدأ من هذا الحبل، لم تثبطهم الإخفاقات ولم تفت من عضدهم السنوات العجاف، بل أنهم في كل موسم يزدادون لهفة وشوقاً لبطولة تروي عطشهم وترسم البسمة على شفاههم، ومع تجدد الإخفاق يتجدد الأمل وتتسع دائرة الصبر والثبات، ولولا هذا الموقف البطولي لتاه الاتحاد في دروب الإخفاق ولازم الفشل حتى يومنا هذا. تلك هي الشجاعة التي تحلى بها الاتحاديون فمنحتهم مفتاح البطولات ونقلتهم من مواسم الجفاف والقحط إلى مواسم الحصاد الكبير. ولما كان هذا التوثيق الذي يضمه هذا الكتاب يصدر بمناسبة الاحتفال باليوبيل الماسي لنادي الاتحاد فلابد إذن من التوقف لتسليط الضوء على أبرز فعالياته وسبر أغوار قصته بالكلمة والصورة. وبما أن كرة القدم هي الواجهة الرئيسية للأندية الرياضية وهي المقياس الحقيقي للبطولة فسنكتفي في هذا الفصل بكشف بعض الأوراق التاريخية في سجل البطولات الاتحادية وبالتحديد تلك التي تحققت خلال السنوات الخمس الأخيرة فارتبطت بالعصر الماسي لهذا النادي الأصيل.
الثلاثية موسم الاحتكار وحلاوة الانتصار :
ستظل جماهير الاتحاد تذكر موسم 1417هـ كمرحلة انتقالية هامة في تاريخ العميد، فهو الموسم الذي صنع لهذا النادي مجداً جديداً غطى على كل الأمجاد السابقة، ورفع رأس كل اتحادي بالفخر والاعتزاز بعد سنين طويلة من الإخفاق والتعثر، ويمكن اعتباره تحديداً موسم العودة إلى منصات التتويج وبداية العصر الذهبي لاتحاد هذا القرن. ولعل الأجمل والأبرز هو قيام المارد الاتحادي من القمقم واجتياحه لكل المسابقات والبطولات المحلية وفوزه بالكؤوس واحتكارها في سابقة لم تحدث من قبل. لقد حصد الاتحاد في موسم 1417هـ ثلاث كؤوس غالية ففي مساء الاثنين 28رجب الموافق 9ديسمبر1996م وعلى ملعب الأمير عبد الله الفيصل (ملعب رعاية الشباب سابقاً) فاز الاتحاد بكأس الاتحاد السعودي لكرة القدم (كأس الأمير فيصل بن فهد حالياً) بعد تغلبه على منافسه التقليدي النادي الأهلي بثلاثة أهداف مقابل هدف واحد. وفي مساء الجمعة 10محرم1418هجرية وعلى نفس الملعب التقى الاتحاد بفريق الطائي على نهائي كأس سمو ولي العهد وفاز الاتحاد بهدفين مقابل لا شيء سجلهما سالم سويد وكوماتشو. وفي مساء الجمعة 1صفر1418هجرية وعلى ملعب الأمير عبد الله الفيصل (ملعب رعاية الشباب سابقاً) حقق الاتحاد بطولة كأس دوري خادم الحرمين الشريفين بعد فوزه على الهلال بهدفين مقابل لا شيء سجلهما جبرتي وجاري القرني.
قصة الرباعية:
إذا كانت البطولة تنتهي حتماً بصعود وتتويج البطل، وإعلان الأفراح والليالي الملاح، حيث يتوشح الأبطال بالذهب، وترتفع الأعلام والشعارات والهتافات وتنبري الأقلام بمدح النجوم الذين اعتلوا القمة وتخطوا الصعاب بعزيمة الرجال، وترتفع الأيادي بعلامات النصر وتشرئب الأعناق من الفرحة لأنصار الأبطال في كل مكان. فإن ترصد الخطوات الأولى للبطل وتقصي أوضاع الفريق قبل بدء مهمة البحث عن الذهب، ومحاولة النقاط الخيوط الأولى التي صنعت القماشة الفريدة لراية النصر والمجد، إذا كان ذلك كله ضرورياً وحيوياً ومطلوباً لمعرفة كيف وصل البطل للقمة وكيف اقتنص الذهب وحقق البطولة. وإذا كان هذا صعباً للغاية لاختلاف الرؤى، فماذا عسانا أن نفعل مع بطل غير عادي، دخل التاريخ من أوسع أبوابه. لم يكتف ببطولة واحدة ولم ترضي طموحه الثانية ولم يقنع بالثالثة ولا يتوقف حدوده عند الرابعة التي حقق بها أكبر إنجاز يتحقق لفريق في القرن العشرين أننا هنا نتحدث عن الاتحاد العميد الفريد العنيد السعيد صاحب رباعية القرن (كأس الاتحاد - وعرش الخليج - وزعامة آسيا - وسيد فرق كأس دوري خادم الحرمين الشريفين، في موسم واحد 1419هـ). هذا الفريق الذي حفر اسمه في سجلات التاريخ بإنجازه غير المسبوق ونجومه الأفذاذ الذين يمتلكون روحاً وثابة إلى تحقيق كل جديد باسم ناديهم ولديهم شهية مفتوحة عن آخرها للبطولات والكؤوس فهي تقول لهما دوماً (هل من مزيد)، هؤلاء الأبطال رجال العميد سيجعلونا نتحمل عناء البحث ومشقة الرصد، وكله من أجل العميد الذي حقق المعادلة رغم صعوبتها بفضل تكامل عناصر النجاح التي عزفت سيمفونية النصر وأعلت راية المجد من الإدارة الواعية بمسؤوليتها ، والجهاز الفني الخبير بقدرات وإمكانيات لاعبيه وطبيعة المنافسة في كل بطولة يخوضها والذي درس بجدية وبذكاء مطلق خطط ومستويات خصومه في كل المراحل إلى لاعبين لا يعرفون شيئاً اسمه المستحيل ولا يرضون على أنفسهم الهزيمة. هذه المعطيات هي التي أفرزت رباعية القرن لعميد الفن فما هي قصة هذه الرباعية؟
كأس الاتحاد لهذا الاتحاد :
كانت مسابقة كأس الاتحاد فاتحة خير على العميد والذي بدأ موسم التصحيح بعودة ربان السفينة والرئيس المثالي أحمد مسعود والذي تولى زمام الأمور خلفاً لطلعت لامي صاحب الثلاثية المحلية (كأس الاتحاد وكأس ولي العهد وكأس خادم الحرمين الشريفين) حيث عمل المسعود على إعادة ترتيب الأوراق المبعثرة واستدعى ديمتري قائد المنتصرين الذي لبى النداء على الفور وجاء يعيد العميد لمجد جديد حيث أعلن منذ وصوله إلى العروس بأنه قادر على أن يعيد الفريق إلى مكانه الطبيعي إلى ساحة التتويج والبطولات الذهب بعد أن ضل الطريق وترك حصته من بطولات الموسم الفائت لغيره، وبدأت مهمة ترميم الصفوف لدفع العميد للأمام، وبدأ تشكيل العجينة التي صنعت دائماً تورتة النصر حيث خاض الفريق فترة إعداد طويلة وشاقة من أجل التحضير والاستعداد لموسم غير عادي شارك فيه الاتي في ست بطولات، ودافع فيه النجوم عن مكانتهم وسمعتهم أمام الذين شككوا في قدراتهم وإمكانياتهم، بل أيضاً ردوا على من حاول التقليل من إنجازهم بالفوز بالثلاثية وكان يعتبرونها مجرد ضربة حظ، وأثبتوا بما لا يدع مجالات للشك بأن أبناء العميد هم رجال المواقف، ولديهم الطموح وبداخلهم الحماس والروح.. وأقدامهم هي الأقوى والأكثر ثباتاً على البساط الأخضر وأن فريقهم متكامل الأركان، قوي الأساس، يمتلك صفوة نجوم الكرة السعودية المدعومة بقاعدة جماهيرية غفيرة وواعية بمسؤولياتها وأهدافها وطموحاتها. خاض الفريق خلال مسابقة كأس الاتحاد 10مباريات في المرحلة التمهيدية قبل أن يتأهل للمباراة قبل النهائية ويكون قاب قوسين أو أدنى من البطولة وقبل أن يتمسك بخيط الأمل ويكتب أولى سطور الرباعية، حيث تصدر الاتحاد المجموعة الأولى برصيد 25نقطة جمعها من 8انتصارات وتعادل في واحدة أمام النصر وخسر مثلها من الرياض، وهي الخسارة الأولى له في البطولة، وأكد عزمه للتربع على الصدارة، وفجر إمكانياته بتسجيل 23هدفاً وهُزت شباكه 12مرة، وقد تأهل الفريق بجدارة للدور نصف النهائي ليواجه منافسه العنيد فريق الوحدة واستطاع الاتحاد يومها عزمه الأكيد على التأهل للنهائي ليضمن ولو مؤقتاً الصعود لمنصة التتويج وتحقق له ذلك بتوقيع نجمه الموهوب الصاعد خالد الشمراني الذي سجل هدفين نظيفين خرج بهما العميد فائزاً واقترب خطوة من أول كأس وليتأهل للنهائي ومواجهة الشباب ويومها قال المايسترو خميس الزهراني كلمته وأثبت موهبته بهدفه الذهبي الذي حسم أول بطولات الموسم لصالح العميد.
يوم التتويج وحمل الكأس :
بعد أن وصل القطار إلى محطته الأخيرة.. كانت قلوب جماهير الفريقين تنتظر لحظة تتويج وإعلان بطل كأس الاتحاد الخامسة عشرة والتي كانت حائرة بين العميد والشيخ، وكانت المباراة بمثابة التحدي الحقيقي للفريقين لإثبات قدرتهما على حسم اللقب بعد تشابه مستوى ومشوار الفريقين حيث كان الشباب هو الآخر متألقاً ومتوهجاً تحت قيادة مدربه البرازيلي فييرا، ولكن الاتحاد الذي كان يبحث عن اللقب الثاني خلال هذه المسابقة وعن المزيد من الإنجازات على يد مدربه البلجيكي ديمتري ورغبته في افتتاح الموسم بدفعة معنوية كبيرة وببطولة أولى جعلته أكثر تصميماً على الفوز باللقب الذي بات وشيكاً وتحقيقه لا يحتاج إلا للتركيز ومزيد من الإصرار، وبالفعل كان الفوز من نصيب نجوم الاتحاد حيث صعد الجميل (السد العالي) قائد الفريق واستلم أولى الكؤوس الرباعية من يد الدكتور نزيه نصيف أمين جدة الذي سلم الأبطال الذهب وترك للشباب الوصافة والمركز الثاني بعد أن كان نداً عنيداً وخصماً كبيراً طوال شوطي المباراة، بل أنه كان الأكثر سيطرة طوال الشوط الأول ولكن ديمتري أعطى لاعبيه خلال استراحة الشوط الثاني مفتاح الفوز واستلام الكأس وأوعز للاعبيه بضرورة اللعب السريع والهجوم المضاد العنيف وتكثيف الوسط وبالفعل جاء هدف الفوز الوحيد من هجمة منسقة اختتمها خميس الزهراني مايسترو الوسط في شباك الشباب ليتوج العميد بطلاً للكأس التي استعادها من جديد بعد أن حققها الفريق للمرة الأولى عام 1408هـ أيضاً على حساب الشباب ثم أمام الأهلي عام 1417هـ.
العميد.. بطل الخليج :
حلت الكأس الخليجية في أحضان العميد والذي استقبلها بفرحة غير عادية لأنها البطولة الخارجية الأولى في سجله الناصع المليء بالكؤوس والدروع، ورغم أنه دائماً يقابله سوء توفيق في البطولات الخارجية ولكن كأس خليجي16 والتي استضاف نهائياتها كانت فاتحة خير وعربون صداقة مع العهد الجديد للعميد الذي انفتح فيه على القارية والإقليمية وأوشك من المجال العالمي، كما كانت الكأس الخليجية خير تعويض عن فقدان الكأس العربية التي ضاعت من بين يديه قبل معترك البطولة الخارجية بأسبوع واحد وأعادت الثقة لدى نجوم الاتحاد في قدرتهم على تحقيق البطولات بكافة أنواعها سواءً على المستوى المحلي أو الخارجي.
عميد البطولات.. أمام شارقة الإمارات :
لن ينسى الاتحاديون ذلك اليوم المجيد من تاريخهم يوم الجمعة 19شوال الموافق 5فبراير يوم أعلن ناديهم بطلاً لكأس الخليج السادسة عشرة للأندية أبطال الدوري، أول بطولة خارجية في سجل النادي رغم مشاركاته العديدة حيث كانت اللحظة المرتقبة والتي انتظرها الاتحاديون طويلاً وجاءت من بوابة الشارقة الإماراتي الذي اختتم به الاتي العرس الخليجي متوجاً مشواره المظفر بالكأس الغالي كأكبر هدية للوطن في عيده المئوي وكان العميد عريساً متوجهاً متوشحاً بالذهب بعدما نجح في تحقيق الفوز الخامس وسجل للشارقة (على ثاني) من ضربة جزاء فيما أضاع أحمد جميل ضربة جزاء مثلها وقبلها ليسدل الستار عن العرس ويودع أبناء الخليج من الفرق المشاركة أرض المملكة وعروس البحر الأحمر مدينة جدة بعد أن ساهموا في تتويج العميد وفرحوا معه بالبطولة التي ذهبت لمن يستحقها وعمل لها ببراعة وتنسيق وتطبيق داخل الملعب وخارجه وكانت البطولة اتحادية بجدارة حققها نجوم الفريق بدون تعادل أو خسارة.
الاتحاد بطل أكبر قارات العالم :
لم يكن أمام أبطال العميد فرصة لالتقاط الأنفاس فبعد أيام قليلة من فوزه ببطولة الخليج (فاتحة البطولات الخارجية في سجل النادي) كان على الأبطال أن يحزموا حقائبهم استعداداً لرحلة أخرى من رحلات قنص الذهب، فلا مجال للتفريط في كأس أخرى باتت وشيكة وقريبة المنال بعد أن قطع الأبطال مراحلها الأولى بنجاح ساحق.. وما بقي ليس بأصعب مما مضى، وبالفعل شد الاتحاديون الرحال إلى اليابان في رحلة شاقة قطعها الفريق في ساعات طويلة تعرضت فيها الطائرة لما يشبه الكارثة عندما تعطلت المحركات وكادت أن تهوي لولا العناية الإلهية التي رافقت بعثة العميد نحو المجد الجديد، فقد أوشك اللاعبون على الانهيار لتعرضهم لظروف لم يتعرضوا لها من قبل ولم يكونوا يعلمون بأن الرحلة التي بدأت متعثرة بهذا الشكل سوف تكلل ببطولة أكبر القارات لتستمر الصدارة السعودية لفرق آسيا وتبقى الكأس في حوزة السعوديين بعد أن عاد الاتحاديون بها وكانوا خير سفراء للكرة السعودية المتربعة على العرش الآسيوي.. وإذا كانت اليابان هي نقطة النهاية.. فقد قطع الاتحاديون مشواراً ليس أقل صعوبة ووعورة حتى نالوا اللقب الآسيوي وبدء من دوحة قطر وحتى طاشكند، وانتهاء بطوكيو التي شهدت تتويج الأبطال بثاني بطولة خارجية في سجل العميد مع بداية العام الهجري الجديد 1420هـ.
كأس أسيا من أمام جونام الكوري.. مسك الختام :
خطوة واحدة فقط كانت باقية على التتويج والوفاء بالوعد والعودة بكأس آسيا لأحضان الوطن والحفاظ على الريادة السعودية الآسيوية.. 90دقيقة فقط كانت تفصل العميد عن الثلاثية الجديدة واللقب الخارجي الثاني في أقل من شهرين، مجد جديد يفتح أبوابه لنجوم الاتي فهل يرفضون اقتحامه ويفرطون في الفرصة الذهبية التي أصبحت وشيكة وتتطلب جهداً وحماساً وروحاً وإصراراً وعزيمة وكلها متوفرة في نجوم الفريق.. بقيت خطوة جونام الكوري الذي أقصى وقضى على آمال صاحب الأرض كاشيما الياباني وتتأهل لملاقاة العميد، إذ الفريقان يلعبان في ظروف واحدة، والجماهير ستتعاطف مع صاحب السبق والكلمة العليا في المباراة والكفاح سيكلل عبر هذا اللقاء بإنجاز فريد لأبطال العميد، كل ذلك وضعه نجوم الاتحاد ومن خلفهم الداهية ديمتري الذي يتعامل مع كل مباراة بفكرها وظروفها وتغييراته لها أكبر الأثر في اقتناص الفوز للعميد، ورغم الحماس الكبير للكوريين والحافز الكبير بصفتهم قد قطعوا شوطاً كبيراً في إقصاء صاحب الأرض الفريق الياباني العنيد إلا أنهم لم يحسبوا في حسبانهم أنهم فعلوا ذلك لمصلحة العميد الذي جاء إلى هنا قاطعاً المسافات من أجل الذهب والكأس والبطولة فقط لا غير وأن الاتحاد يختلف عن كاشيما خاصة وإذا كان يلعب على نهائي البطولات فلا مجال عنده للتفريط ونجومه هم أصحاب الخبرة الكبيرة وركيزة المنتخب السعودي زعيم آسيا الكبير، وبرغم تسجيل جونام هدفه الأول إلا أن الاتحاديين لم يستسلموا ولم يهنوا أو يضعفوا أو تقل ثقتهم في أنفسهم وقدرتهم على تعديل النتيجة، وبالفعل تحقق ذلك بهدف ماركة بهجا الذي عاد لهوايته وتألقه ومستواه في هذه المباراة. واستغل جونام أيضاً الضغط الهجومي المتواصل للاتحاد بغية حسم النتيجة وسجل هدفه الثاني فرد عليه محمد نور بصاروخ أرض جو وعادل النتيجة وكفة المباراة وصحح أوضاع الاتحاد مرة أخرى وعدل وضعه نحو منصة التتويج.. وبرغم نجاح جونام في إنهاء المباراة بالتعادل والاحتكام للوقت الإضافي إلا أن أحمد بهجا مهاجم الاتحاد المغربي قال كلمته وسجل آخر أهداف البطولة وآخر هدف له مع الفريق حيث انتقل لصفوف الوصل الإماراتي ولم يسجل حضوراً وأهدافاً في مباراتي المربع أمام الشباب أو نهائي كأس الملك أمام الأهلي ولكن هدفه الذهبي الذي سجله من ضربة جزاء على مرتين كان أغلى الأهداف الاتحادية البهجاوية على الإطلاق حيث توجه به الفريق بطلاً لآسيا وحقق ثاني كأس خارجية له في تاريخه المجيد.
الرباعية.. زعامة محلية خليجية آسيوية :
إذا كنت على موعد منتظر مع التاريخ فلابد أن تضع أقدامك في موضع الاهتمام بالحدث فما بالك إذا كان التاريخ حاضراً أربع مرات في موسم واحد ليسجل زعامة العميد محلياً وخليجياً وآسيوياً؟!.
القمة على حساب الأهلي :
لا يمكن لأي واحد منا أن يجد الاتحاد والأهلي أمامه دون أن يمتد بالذاكرة إلى آفاق هذين العملاقين ويجول في روائع وإبداعات التنافس المثير بينهما، وقد يلمس بأطراف الذاكرة كل الصور التي صنعت هذا التاريخ الطويل بين العميد والقلعة. وإذا كان أي لقاء بينهما يمثل بطولة في حد ذاته فإن المواجهة على قمة دوري كأس خادم الحرمين الشريفين في موسم 1419هـ كانت في نظر النقاد والمتابعين وكل الجماهير (بطولة القرن) لتزامنها مع نهاية القرن العشرين، وهو الأمر الذي سكب الزيت على نار التحدي بين الناديين وأشعل فتيل هذه المواجهة بشكل لم يسبق له مثيل.
التحدي بلغة الحسم :
المواجهة كانت قوية من بدايتها وسريعة في نفس الوقت وقد وضح حرص الاتحاديين على هز الشباك الأهلاوية تساندهم عوامل عديدة أهمها (روح الاتحاد) المنبعثة من هتاف جماهيرهم الوفية التي حضرت مبكراً إلى ملعب رعاية الشباب بجدة وظلت تهتف للفريق بكل حماس. كانت الأوراق الفنية في يد مدرب الاتحاد ديمتري غنية بالعديد من الخيارات في طريقة اللعب وأسلوب الأداء وساعده في ذلك وجود نخبة من النجوم وأصحاب الخبرة والموهبة الكروية، ومن هؤلاء محمد نور الذي وضعه ديمتري كلاعب محور ضبط به إيقاع الفريق دفاعاً وهجوماً بعكس مدرب الأهلي أمين دابو الذي لعب بمحورين تحسباً للضغط الاتحادي المتوقع والتصدي لمحاولات الاختراق الرأسية التي يجيدها مهاجمو الاتحاد.
طرد الصحفي وهدف البرق :
وسط هذا التفوق الاتحادي أشهر الحكم معجب الدوسري بطاقة حمراء لمدافع الاتحاد محمد مسعود الصحفي فكان القرار صعباً على الاتحاديين لحظتها لكن المسألة هنا لا ترتبط بالكم بل بالكيف وهذا الذي يتميز به الاتحاديون حيث كان خروج الصحفي سبباً مباشراً في بث المزيد من الحماس والإصرار على الفوز، فبدلاً من التراجع دفاعاً عن المرمى زاد ضغط الاتحاديين على الفريق الأهلاوي وسجل حمزة إدريس بسرعة (البرق) هدفاً رائعاً من كرة تهيأت له داخل منطقة الجزاء الأهلاوية أخفق عبد الله سليمان والفلاتة في إبعادها فاقتنصها حمزة إدريس وأسكنها مرمى الأهلي بعد اصطدامها بالحارس عبد المجيد الغامدي.
أخذنا الكأس :
يعتبر هذا الهدف من الأهداف التاريخية في نهائيات الدوري بل يمكن اعتباره (هدف القرن) لما كان له من دلالات هامة ومؤثرة خاصة وأنه تصفية لحساب قديم سدد به الاتحاد فاتورة الأربعة التي سجلها الأهلي في مرمى الاتحاد في نهائي الكأس عام 1399هـ. وليلتها خرجت مواكب الفرح تزف البطل (الاتحاد) وسط آلاف مؤلفة من جماهيره المميزة التي طافت بشعار العميد في شوارع جدة وفي كل مناطق المملكة وسهرت حتى الصباح تعزف لحن البطولة وتغني (أخذنا الكأس).
بطولة القرن
لم يكن ضياع البطولات في موسم 1420 عائقاً أمام إصرار الاتحاديين على صعود منصة التتويج فقد ضاعت منهم خمس بطولات في ذلك الموسم لكن هذا الإخفاق صنع النجاح الكبير فحقق الفريق بطولة صدارة الدوري وتربع على القمة لأول مرة بعد تطبيق نظام(نظام الصدارة).
هذه ا
قصة التأسيس من الألف إلى الياء
ميلاد العميد في غرفة اللاسلكي
تظل أصالة الاتحاد وعراقته سمة مميزة يتفرد بها هذا النادي العميد. فهما نتاج طبيعي لذلك الإصرار الصخري على تحديد الهوية الاتحادية مع تباشير الارادة التاريخية في جدة عام 1346 هـ
عقد مجموعة من الشباب إجتماعاً خلف مكتب اللاسلكي بمدينة جدة للنظر في أمر تأسيس فريقهم الجديد وضم الاجتماع كلا من: عبد الصمد نجيب ، وعثمان باناجة ، وعبد العزيز جميل ، وعبد اللطيف جميل ،وإسماعيل زهران ، وحمزة فتيحي ، وعلي يماني ، وأحمد أبو طالب .
وبحث الاجتماع مسألة تأسيس ناد جديد واختيار اسمه ورئيسه وذلك ضمن المهام التأسيسية الأخرى. واستقر الرأي على اختيار اسم ( الاتحاد ) وللتاريخ نذكر أن أول من فكر في إطلاق هذا الاسم هو عبد العزيز جميل الذي قال في ذلك الاجتماع :
طالما إحنا مجتمعين هنا ومتحدين " الاتحاد " وصادف هذا الاسم قبولاً لدى جميع المجتمعين وهكذا انطلق من ذلك الاجتماع ذلك الاسم الحبيب ( الاتحاد ) الذي تناقلته الأجيال وتغنت به الجماهير حتى يومنا هذا .
في ذلك الاجتماع التاريخي خلف مكتب اللاسلكي أشار إسماعيل زهران لاعب الفريق الذي كان يعمل موظفاً بجهاز اللاسلكي والتلغراف بجدة إلى إمكانية انتخاب رئيس الجهاز الذي يعمل له وهو الأستاذ على سلطان رئيساً للنادي ، ولم يجد اقتراحه معارضة ولدى الاجتماع بعلي سلطان ومفاتحته في أمر ترشيحه لرئاسة النادي استجاب لطلب الاتحاديين ووعد ببذل الجهود لخدمة النادي وأهدافه وبذلك أصبح على سلطان ( رحمة الله ) أول رئيس رسمي للنادي .
كانت بداية الاجتماعات حول تكوين النادي قد تمت في رجب من عام 1346 هـ واستقر الرأي مع ذلك أن يعتمد التأسيس مع مطلع عام 1347 هـ وهذه كانت رواية حمزة فتيحي أحد أبرز مؤسسي نادي الاتحاد. وبالتالي يكون الاتحاد في هذا العام 1423هـ قد بلغ الخامسة والسبعون من عمره المديد وحق له أن يحتفل باليوبيل الماسي مثلما أحتفل من قبل باليوبيل الفضي .
سـلامة أول مدرب في تاريخ الاتحاد
ونشط الاتحاديون فور فراغهم من اختيار رئيس النادي في البحث عن مدرب الفريق، وفي تلك الأيام عاد إلى جدة صالح سلامة وقد كان يعمل بالهند حيث تعرف على كرة القدم هناك عن كثب ودرس بعض فنونها ، وحين عرضوا عليه مهمة تدريب الفريق أبدى موافقته الفورية ، وهكذا تم تعيينه مدرباً للفريق .
وتم تشكيل مجلس الإدارة من الآتية أسماؤهم :
صالح سلامة - مدرباً وقائداً
عبد العزيز جميل - سكرتيراً
عبد الرازق عجلان - عضواً
عباس حلواني - عضواً
عثمان باناجة - عضواً
عبد الله بن زقر - عضواً
زهران إسماعيل - عضواً
عبد الله جميل -عضواً
العميد - كيف ولماذا؟
تعتبر المباراة التي أقيمت بين فريقي الرياضي والاتحاد عام 1349 هـ هي أول لقاء بين فريقين سعوديين ولذا فتلك المباراة كانت تاريخية .
كان فريق الرياضي هو الفريق الأم الذي انبثق منه فريق الاتحاد ومع أن الفارق في مدة التأسيس شهور وان كان لاعبي الاتحاد هم لاعبون سابقون في الرياضي فان الرياضي أصبح يرى في الوليد الجديد خطر عليه . أقيمت تلك المباراة التاريخية وسط أجواء ساخنة ملتهبة وانتهت بهزيمة الرياضي 3/صفر وقد سجل الأهداف كل من علي يماني وحمزة فتيحي وحسن كامل ، ومل لبث الرياضي أن حل نفسه متأثراً بتلك الهزيمة القاسية . تجدر الاشارة إلى أن شعار الرياضي هو الأحمر والأبيض ( مخطط طولي ) ولو أن الرياضي استمر لأصبح عميداً للأندية السعودية الحية بفارق شهور بينه وبين الاتحاد ، وهكذا لم يبق من فريق الرياضي إلا الآثار التاريخية وبهذا أصبح الاتحاد عميد الأندية السعودية . وجد الاتحاد نفسه بين عشية وضحاها سيداً للفريق جدة مجتمعة ، واستشعاراً منه بالمسؤولية الضخمة المتمثلة في الدفاع عن مستوى الكرة السعودية تم الاتفاق على ضرورة إقامة مباراة تحدى بين فريق الاتحاد ومنتخب من الفرق الإندونيسية
الاتحاد يتحدى بالحبر الأحمر
وعن طريق الصدفة وحدها فيما يروى المؤرخون لتاريخ الكرة كتب عبد العزيز جميل خطاباً بالحبر الأحمر للدكتور عبد الفتاح فلمبان وكان مسؤولاً عن أكبر الفرق الإندونيسية ويعمل بالسفارة الإندونيسية بجدة كتب إليه داعيا قبول التحدي في لقاء يجمع بين الاتحاد ومنتخب الإندونيسيين وقبل الإندونيسيين التحدي وعلى الرغم من أنهم كانوا يشعرون بأن نادي الاتحاد دون مستواهم إلا أن كتابة الخطاب بالحبر الأحمر أثارتهم فتوعدوا الاتحاد بهزيمة قاسية . كان حمزة فتيحي في تلك المباراة متحفزاً مثل النمر ، هذه الشخصية الفريدة التي ظلت دائماً شريكا في كل مجد من أمجاد الاتحاد الأولى ، كأنها تجسد تاريخه ، في تلك المباراة تألق حمزة فتيحي وتسبب في انتصار فريق الاتحاد بتمريرة منه إلى القناص عبد الله مدني الذي أودعها في الحال في مرمى الإندونيسي وانتصر الاتحاد بذلك الهدف في ذلك اللقاء الهام على منتخب الإندونيسيين ، وأهمية المباراة تنبع من أن المنتخب الإندونيسي كانت فيه أبرز العناصر وألمع اللاعبين من جميع فرق الجالية الإندونيسية في مكة و جدة ، وكانت تلك هي هزيمتهم الأولى من فريق وطني بالمملكة وبمثابة الضربة القاضية فأحرقوا الخشب وقلبوا قدور العشاء تعبيراً عن حزنهم وخيبة أملهم ، وفي المقابل زادت شعبية الاتحاد لأنه الفريق الوطني الوحيد في تلك العصر .
أول ذهب يدخل خزانة الاتحاد
أصبح الاتحاد فريقاً مهاباً ، وقد قادت انتصاراته الأخيرة الشيخ أحمد ناظر إلى دعوة فريق جدة للتباري على نيشان من الذهب الخالص بأسم نجله فؤاد ناظر ، وقد لبى دعوته فريقا الاتحاد والمختلط . وأقيمت مباراة ساخنة بين الفريقين في يوم الجمعة 29/10/1351 هـ وحضرها جمهور كبير من مشجعي الفريقين ، وفاز الاتحاد في هذه المباراة أيضاً وأحرز النيشان الذهبي ، وكانت هذه أول جائزة يحصل عليها الاتحاد في تاريخه ، وقد بدأ الاتحاد طريقة كما رأينا بالذهب .
التشكيلة الذهبية
مثل فريق الاتحاد في تلك المباراة نخبة رائعة من نجوم ذلك الزمان هم : طموش، وعبد الصمد نجيب ، وعثمان باناجة ، وغريب رشاد ، وزهران إسماعيل ، وعلي يماني، والسيد عبد الله ، وحسن كامل وحمزة فتيحي ، وأخرون
الاتحاد السفير المفوض
حينما ازدادت علاقات المملكة التجارية والثقافية مع أرجاء المعمورة ، اتسع نشاط ميناء جدة فأصبحت تزوره السفن التجارية والبوارج الحربية وذلك قبيل الحرب العالمية الثانية وكل ناقلة من تلك الناقلات كان من ضمن بحارتها من يمارسون كرة القدم وكانت السفن تنتهز فرصة رسوها بالميناء ليوم أو يومين فتتبارى الفرق التابعة لها ودياً مع أندية جدة وكان ذلك منذ عام 1354 هـ وكان الاتحاد وقتها جاهزا للقاء مثل تلك الفرق بعد أن تسيد على أندية جدة بتغلبه عن فرق الجاليات الصومالية واليمنية والسودانية والإندونيسية والفرق الوطنية المختلفة .
التحدي مع البارجة هاستنجس
استهل الاتحاد لقاءات البوارج مع فريق البارجة هاستنجس لكرة القدم وكان هناك تخوف من الفريق الإنجليزي باعتبارهم مخترعو كرة القدم لكن سرعان ما تبدد هذا الخوف بمجرد نزول الاتحاديين أرض الملعب ، هناك حيث جعلت صيحات الجماهير وتشجيعهم من فريق الاتحاد فتية من الحماس وألهبت تلك الهتافات شعور لاعبي الاتحاد الوطني مع فريق البارجة ، و قد تألق في تلك المباراة لاعب الاتحاد الموهوب إبراهيم حمبظاظة وكان يلعب بالسويس كما تألق أيضاً القناص حسن كامل. رفع هذا التعادل مع فريق البارجة الإنجليزية من معنويات فريق نادي الاتحاد ذلك أن تاريخ الكرة الإنجليزية في ذلك الوقت كان يربو على نصف قرن بينما كان تاريخ ممارسة فريق الاتحاد لكرة القدم لا تتعدى سنواته عدد أصابع اليد الواحدة .
أول مواجهة بين الاتحاد والأهلي
أثار فوز الاتحاد على فريق البارجة البريطانية غيرة المولود الجديد فريق الأهلي ، حيث تقدم هذا الأخير إلى الاتحاد بطلب إقامة مباراة بينهما وذلك في أول عام على تأسيس الأهلي 1357 هـ وافق الاتحاديون على طلب الاهلاوي لكنهم دفعوا بالصف الثاني لمواجهة الأهلي ، وانتهت المباراة بالتعادل ، وبعد ذلك وقع ما يشبه التحدي بين رئيس الأهلي حسن شمس وقائد الاتحاد حمزة فتيحي ، فقال الشمس للفتيحي : ( ومين من اللاعبين كان ينقص الاتحاد ، كلهم لعبوا ما عد أنت وعلي اليماني ) . وازاء هذا التحدي لعب الاتحاد المباراة الثانية بكامل نجومه وفاز بالمباراة وبعد هذه المباراة أصبح الأهلي يتجنب ملاقاة الاتحاد وأستمر ذلك لأكثر من أحد عشر عاماً .
الفوز على البارجة جون هور
رست البارجة البريطانية جون هور في ميناء جدة عام 1369 هـ فكانت فرصة سانحة لفريق الاتحاد الجديد للتباري مع فريق كرة القدم التابع للبارجة وعلى الرغم من فنيات ذلك الفريق الإنجليزي العالية استطاع فريق الاتحاد الفوز عليهم بنتيجة 2/1 وجذبت تلك المباراة اهتمام سمو الأمير عبد الله الفيصل الذي كان يشغل منصب وزير الداخلية وقتها ويقول سموه : كنت احرص على متابعة أخبار المباريات التي يخوضها الاتحاد مع هذه البوارج إعجاباً بهذه الفريق الوطني وقدرته على مقارعة الفرق الأجنبية وكانت أول مباراة أحضرها في معلب الاتحاد بجدة أمام القشلة بجوار بيت زينل وجرت بين الاتحاد وفريق البارجة البريطانية في 21/5/1369 هـ وقد حضرتها شخصياً بعد أن زارني في مكة المكرمة علي رضا وطلب مني رعاية المباراة بصفته وكيل نائب الملك : كما حضر اللقاء عبد الله السليمان وزير المالية الأسبق : وكان ذلك بمثابة مساندة ودعم للفريق وفاز الاتحاديون في تلك المباراة على الفريق الإنجليزي بنتيجة 2/صفر وسجل لفريق الاتحاد كل من عبدالوهاب عبد الحفيظ وفخري زارع . وكانت تلك المباراة أول شرارة حب لكرة القدم ولنادي الاتحاد في قلب سمو الأمير عبد الله الفيصل ومن فرط إعجابه بما قدمه اللاعبون تبرع للنادي بألف ريال وبدلتين رياضيتين لكل لاعب ، أما الشيخ عبدالله السليمان وزير المالية آنذاك فقد منح كل لاعب 500 ريال وأهداهم الشيخ عبدالله بن زقر ساعة يد لكل لاعب كما قدم قلماً مذهباً من الهدافين عبد الوهاب عبدالحفيظ وفخري زارع
الاتحاد يساهم في الاعتراف بالرياضة رسمياً ((التاريخ طويل الله يعينكم))
ساهمت مباراة الاتحاد مع فريق البارجة البريطانية في زيادة اهتمام الأمراء والأعيان بما يقوم به هذا الفريق وما يقدمه من نتائج رياضية مشرفة فأخذت الرياضة تدخل منعطفاً جديدا من خلال مساهمات الأمراء والأعيان في دعم الرياضة مدياً ومنعوياً وبالتالي تمهيد الطريق لتنظيمات رسمية مستقبلية تحت إشراف الدولة . وتولى سمو الأمير عبد الله الفيصل الجانب الأكبر من هذه الرعاية وذلك الدعم فكان يشجع الاتحاديين على المزيد من اللقاءات مع الفرق لكن تفرد الاتحاد بالساحة وعدم وجود فرق محلية وقوية يمكن ان تنافسه دفعه لبحث عن فرق الجاليات وبالفعل كان في جدة فريق مكون من الجالية السودانية يطلق عليه اسم الشبيبة حيث اتفق معه الاتحاديون على إقامة مباراتين
الفوز على الشبيبة السودانية
كسب الاتحاد المباراتين وفاز على الشبيبة مرتين كانت المرة الأولى في يوم 2/8/1369 هـ بنتيجة 1/صفر على ذلك الفريق الذي كان من أقوى فرق الجالية السودانية ونفس النتيجة فاز الاتحاد أيضاً على الشبيبة رغم انضمام ثلاثي الشبيبة الخطير عبد الحفيظ مرغني والأخوان زكي وعبد الحليم داود وبذلك الانتصار الإخير على فريق الجالية السودانية بسط الاتحاد نفوذه على مدينة جدة بينما كان الوحدة هو فارس الساحة في مكة المكرمة .
أول مواجهة بين الاتحاد والوحدة :
حتى نهاية الستينيات الهجرية لم تقم أي مباراة بين الاتحاد والوحدة لكن المؤشرات كانت تستدعي حتمية اللقاء وخاصة بعد تفوق الوحدة على فرق مكة المكرمة وسمع الاتحاديون عن ذلك التفوق وتلك السيادة فقرروا مواجهة الوحداويين. وبادروا بطلب إقامة اللقاء فوافق الوحداويون على إقامة اللقاء بينهما شرطة أن تقام مباراتين إحداهما في جدة والأخرى في مكة. وأقيمت المبارة الأولى في 9/8/1369هـ وانتهت تلك المباراة بفوز الاتحاد لكن الاتحاديين اعتذروا عن مباراة مكة لارتباتطهم وتقدم فريق الوحدة بشكوى للمسؤولين في وزارة الداخلية فتم إلزام الاتحاد بخوض المباراة الثانية. وهكذا تم اللقاء مجدداً بين الفريقين وانتهى أيضاً لصالح الاتحاد بنتيجة 3/1. وكان صالح زهران هو هداف الثلاثة أهداف أو (الهاتريك) بلغة هذه الأيام. ومما ذكر أن أول هدف سجله ذلك المهاجم الخطير جاء بعد 90ثانية لبداية المباراة وعلى إثره انطلقت جماهير الاتحاد تهتف (هص هص جبنا هدف بدقيقة ونص). وتأكدت بذلك زعامة الاتحاد على أندية جدة ومكة.. وعلى إثر ذلك تمت دعوته للمشاركة في احتفال سفارة الباكستان بعيدها الوطني ونازل فريق الباكستان في مباراة حضرها الملك فيصل وكان نائباً لجلالة الملك وقتها في الحجاز كما حضرها القائم بأعمال المفوضية الباكستانية وبعض رجالات السلك السياسي والأجنبي.. كما حضرها سمو الأمير عبد الله الفيصل وكانت تلك المباراة قد أقيمت في 4/11/1369هـ.
صاروخ الاتحاد يفجر البارجة شيفرن :
في مطلع السبعينيات الهجرية وصلت إلى ميناء جدة البارجة الإنجليزية شيفرن وتبارى فريقها لكرة القدم في 3/3/1370هـ مع فريق الاتحاد في لقاء ودي انتهى لصالح الاتحاد بهدف صاروخي سجله اللاعب عصمت على إثر تمريرة ذكية من صالح زهران أسود انطلق لها عصمت بسرعة البرق وسددها قوية في شباك فريق البارجة شيفرن وانتهى اللقاء بنتيجة 1/صفر وقد حضر تلك المباراة سمو الأمير منصور بن عبد العزيز وزير الدفاع الأسبق كما حضرها معالي وزير المالية الأسبق الشيخ عبد الله السليمان. وعلى إثر تلك المباراة انهالت التبرعات من جديد على فريق الاتحاد.. ففي تبرع هو الأول من نوعه أهدى سمو الأمير عبد الله الفيصل اللاعب صالح زهران أسود سيارة شيفر موديل 50 وذلك لقيامه بواجباته الدفاعية على خير وجه في تلك المباراة. وكان لهذا الحدث التاريخي الذي سجله الاتحاد لأول مرة أثره البعيد في تطور الرياضة بالمملكة لا سيما بعد تألقه أمام فريق البارجة شيفرن التي أحرزت عدة بطولات وكؤوس أثناء تجولها في الخليج العربي والبحر الأحمر.
بذرة التنافس بين الجارين :
وبتسيد الاتحاد كان الأهلي يترقب هذا المارد الأصفر ويتذكر لقاءه الأول معه الذي خسره قبل أكثر من أحد عشر عاماً واضطره لتجنب ملاقاة الاتحاد طوال تلك الفترة، لكن شيئاً من الغيرة دفعت الأهلاويين إلى تحين فرصة جديدة لمواجهة الاتحاد. فتقدموا بطلب إقامة مباراتين. الأولى على ملعب الاتحاد في 9/5/1370هـ والثانية على ملعب الأهلي. جرت المباراة الأولى وسط تنافس شديد وظهر فيها الكثير من العنف وكان اللاعبين يلعبون بأعصابهم وليس بأقدامهم، وتكررت الأخطاء من الفريقين نتيجة الهجمات المتبادلة بينهما وانتهى اللقاء بالتعادل بدون أهداف، لكن هذه المباراة التاريخية كانت النواة التي أنبتت التنافس المحموم بين الجارين الذي نشاده اليوم في كل مباراة وفي كل لعبة بين الاتحاد والأهلي. ولئن كان طابع المباراة الأولى القوة والخشونة، فإن المباراة الثانية بينهما كانت أمر وأدهى بسبب الجوائز المغرية التي وضعها سمو الأمير عبد الله الفيصل تشجيعاً للفريق المنتصر، وكانت الجوائز عبارة عن ساعة ذهبية لكل لاعب، وأحد عشر رسماً لسموه موقعاً عليه بكلمة إهداء إلى جميع اللاعبين وخص رئيس النادي الفائز برسم مجسم. وكان أن سدد عبد الحفيظ ميرغني إصابة الاتحاد الوحيدة برأسه على إثر ضربة مباشرة رفعها اللاعب زكي داود، وقد احتج الأهلاويون على هذه الضربة ولم يعترفوا بالهدف. وحدثت خلافات كبيرة حول صحة الهدف قطعها سمو الأمير عبد الله الفيصل حين أيد حكم المباراة فيما ذهب إليه بصحة الهدف واعتبر الاتحاد فائزاً بالمباراة وقام سموه في اليوم التالي بتوزيع الهدايا على الاتحاديين. وكان هذا الحدث بمثابة اللطمة الموجعة على وجه الأهلي.. وشعر الاتحاديون بذلك فوقفوا موقف المحترس من خصمه الأهلي، وسارعت إدارة الاتحاد إلى توطيد العلاقة مع فريق النادي الأهلي بمكة المكرمة لتوثيق عرى المحبة وإقامة حلف ثنائي بين الناديين تحسباً للمفاجآت والمباغتات التي يمكن أن يقوم بها أهلي جدة. وأقام الاتحاد حفلاً خاصاً بمناسبة التحالف مع أهلي مكة، وجرت مناورة بين الناديين ودعي إلى الحفل سمو الأمير عبد الله الفيصل ومعالي وزير الدولة الأسبق الشيخ حمد السليمان.
التنظيم الرسمي والنادي رقم واحد :
ازدادت اهتمامات الأمير عبد الله الفيصل بالرياضة واتسعت دائرة رعايته للرياضيين فبذل جهوداً كبيرة لإسباغ الصفة الرسمية على النشاطات الرياضية ونجح في ذلك حيث تقرر إنشاء إدارة للشئون الرياضية تابعة لوزارة الداخلية عام 1372هـ ، وقام سموه باستقدام الخبير الرياضي خليل التاودي للإشراف الفني على النشاط الرياضي، ثم حصل سموه على موافقة بإنشاء الإدارة العامة للرياضة البدنية والكشفية بوزارة الداخلية واستقدم من مصر الخبير الرياضي مصطفى كامل منصور للمساهمة في وضع أول نظام للرياضة السعودية، وبدأت التنظيمات السمية وتم تسجيل الأندية فكان نادي الاتحاد النادي رقم واحد بحكم الأقدمية في تاريخ التأسيس.. إضافة إلى العديد من الحيثيات التي فرض فيها الاتحاد نفسه كأول ناد سعودي وبالتالي استحق لقب (عميد الأندية السعودية). وقد عرف الاتحاد بلقب (العميد) منذ مراحل التأسيس الأولى حينما نظم له شاعره محمد درويش قصيدة تغنى فيها بعمادة الاتحاد جاء فيها:
فريق الاتحاد بكم أشيد - أنت في البلاد غدا عميد
كأس عبد الله الفيصل للاتحاد :
النجاح الذي تحقق في لقاءات منتخبات المناطق كأول نشاط رسمي تنظمه وتشرف عليه إدارة الشؤون الرياضية في بداية السبعينيات فتح أمام الأمير عبد الله الفيصل أبواباً جديدة من الأمل في القيام بخطوة نجاح أخرى. ولكن هذه المرة على مستوى الأندية، فكانت البداية مقصورة على أندية مكة المكرمة وجدة فقط، وذلك لتقارب المستوى الفني بين الفرق، ولضمان إنجاح أول تنظيم رسمي للمباريات بنظام الدوري، حيث قدم الأمير عبد الله الفيصل كأساً فضية للبطولة. وتكونت لجنة فنية لوضع اللائحة الخاصة بهذه المسابقة وكيفية الإشراف عليها من قبل إدارة الشؤون الرياضية.. وقد ضمت اللجنة كلاً من مصطفى كامل منصور، خليل التاودي، حسن علي، وقد اقتصر الدوري على مشاركة أندية: الاتحاد، أهلي مكة، الثغر (الأهلي حالياً)، الهلال البحري، الوحدة، وقص الاتحاد وأهلي مكة شريط الافتتاح بلقاء بينهما انتهى بتعادلهما بهدفين لكل منهما. وقدر لهذه المسابقة الأولى من نوعها في المملكة أن تواجه بعض العقبات خاصة فيما يتعلق بالتحكيم، حيث قدم نادي الثغر (الأهلي حالياً) خطاباً إلى إدارة الشؤون الرياضية يتضمن احتجاجه على حكم مباراته مع الوحدة (مصطفى كامل منصور)، فقدم هذا الأخير اعتذاره للأمير عبد الله الفيصل عن تحكيم أية مباراة قادمة، فرأى الأمير عبد الله الفيصل إيقاف هذه المسابقة مؤقتاً حتى يحل النزاع، وتم ذلك فعلاً واستؤنف الدوري بعدها، ووصل الثغر والاتحاد إلى مباراة البطولة التي جرت يوم الجمعة 24/8/1372هـ على ملعب الصبان بجدة، وتعادل الفريقان في الوقت الأصلي من المباراة، واقترح الأمير عبد الله الفيصل أن يلعب الفريقان وقتاً إضافياً مقداره 40دقيقة لحسم الموقف وتحديد الفائز. واستطاع الاتحاد أن يفوز على الثغر (الأهلي حالياً) بهدفين مقابل هدف وقام سمو الأمير عبد الله الفيصل بتسليم كأسه الفضية لكابتن الاتحاد.
التأسيس الرسمي للرياضة السعودية :
ويمكن التاريخ لنهاية مرحلة التأسيس وتكوين وتجميع الخبرات وتراكمها بعام 1377هـ حيث أقيمت أول مسابقة رسمية في المملك، كان الاتحاد قبل إقامة تلك المسابقة في مرحلة شهدت الكثير من الشد والجذب بين أن يكون أو لا يكون.لكنه كان أيضاً في أوجه مجده. حيث انهالت عليه الانتصارات والحوافز. شهدت تلك الفترة الاتحادية كما طالعنا لقاءات مع فرق الجاليات المختلفة ثم فرق خارج الوطن في رحلته الأولى لمصر. ومع كل هذا الزخم لم يهمل الاتحاد التباري مع الفرق الوطنية ويمكننا القول أن المنافسات مع هذه الفرق المثيلة في مكة وجدة كانت منافسات ساخنة وأوارها مشتعل بأكثر من المباريات التي كانت تقام بين الاتحاد والجاليات.
أول مسابقة رسمية في الملاعب السعودية :
أقيمت أول مسابقة رسمية على نطاق المملكة وهي كأس جلالة الملك عام 1377هـ وأقيمت في العام نفسه مسابقة ولي العهد. ولم يوفق الاتحاد في السنة الأولى في نيل كأس الملك الذي نالته الوحدة. كما لم يوفق في منافسات كأس ولي العهد وهكذا وجد الاتحاد نفسه وقد خرج من الموسم الأول دون تتويج وبدأ يستعد للموسم القادم بلاعبين جدد. وكان برنامج الدوري يشمل التاري ضد فرق مثل الثغر والشاطئ والوحدة وفي نهائي الدوري فاز الاتحاد على الثغر ثم فاز الثغر عليه وتعادل الوحدة مع الشاطئ. غاية الأمر أن نتيجة الدوري حتمت أن يلتقي فريق الاتحاد مع فريق الوحدة وكان لفريق الاتحاد 12نقطة ولفريق الوحدة 11نقطة فالتقى الفريقان في 18/8/1378هـ وتعادلا وبذلك أصبح الكأس من نصيب الاتحاد. وبدءا من هذه الكأس سلك الاتحاد درب الذهب وصنع أمجاداً رائعة فقد فاز في تلك الفترة بكأس الملك لثلاث سنوات متتالية 1378هـ، 1379هـ، 1380هـ كما فاز بكأس سو ولي العهد (الوطنيون) في عام 1378هـ، 1379هـ، ثم عاد الاتحاد في عام 1383هـ وفاز بخمسة كؤوس: كأس الملك، كأس ولي العهد، كأس الطائرة، كأس تنس الطاولة، كأس السلة.. ويعتبر ذلك الموسم (1383هـ) من أشهر المواسم التي احتكر فيها الاتحاد بطولات كل المنافسات على مستوى جميع الألعاب.
كأس النسر الاتحادي :
وفي عام 1386هـ أدخلت رعاية الشباب تعديلاً على نظام الدور فاختارت الأول والثاني من المناطق الثلاث (الغربية والوسطى والشرقية) للعب على الدوري الجديد (الدوري الممتاز) وهو من دورين انتهى الدور الأول وكان ترتيب الاتحاد المركز الأول. لكن تعذر إكمال الدور الثاني من هذا الدوري بسبب نكسة الخامس من حزيران. وتوج الاتحاد كئوسه بأن أستعاد كأس الملك لعام 1387هـ في واحدة من أقوى النهائيات القديمة وكان ذلك أمام النصر في الرياض وفاز بها الاتحاد 5/3 وساهمت تلك المباراة في شعبيته الجارفة كما أن الملك فيصل بن عبد العزيز أبدى إعجابه بالمستوى الذي قدمه الاتحاد وخاصة سعيد غراب والحارس تركي بافرط حيث أطلق على الغراب لقلب (العقاب) وأطلق على تركي بافرط لقب (خط ماجينو المكهرب).
عودة العميد إلى منصات التتويج :
رغم روعة الإنجاز التاريخي الذي حققه الاتحاد في موسم 1387هـ إلا أن صعوده إلى القمة وتربعه عليها بذلك التميز والانفراد أثر حفيظة البعض فأصيب الاتحاد بعين الحسد وفتح النادي صفحة قاتمة، رمادية اللون من تاريخه لا يحبذ الاتحاديون قدح زناد الذاكرة لاستعادة صورها وأحداثها، فقد دخل النادي مع مطلع عام 1388هـ مرحلة جديدة من الضياع والتشتت كانت مقدمة لأسوأ فترة مر بها النادي منذ تأسيسه حيث كان مهدداً بالانهيار والاندثار.
حتى عام 1402 هـ تولى رئاسة النادي الأستاذ إبراهيم أفندي وكان النادي في ذروة اكتمال عناصر التفوق والاستعداد للبطولات وبالتالي تصادف قدوم هذه الإدارة مع تنظيم (الدوري المشترك) عام 1402هـ، ولما كان فريق كرة القدم مشبعاً بعدد كبير من النجوم الذين جلبهم الأمير طلال بن منصور فقد نجح الاتحاد في خوض منافسة قوية في الدوري المشترك ونجح إبراهيم أفندي في استثمار تلك القدرات وقاد النادي بحنكة واستطاع أن يتعاقد مع مدرب برازيلي كفء (شيزنهو) الذي استطاع أن يقود الاتحاد فنياً للفوز ببطولة الدوري المشترك ويعود به إلى منصات التتويج بعد غياب دام خمسة عشر عاماً. كان لهذه البطولة طعم خاص ومميز ووجدت عند الاتحاديين الكثير من الفرح والسرور والأمل في المزيد من البطولات، والأهم أنها فتحت الأبواب أمام شخصيات اتحادية كانت تتحفز لخدمة هذا النادي العريق من الداخل أمثال الدكتور عبد الفتاح ناظر الذي أسس البنية التحتية لكل التنظيمات الحديثة لنادي الاتحاد ودخل بالنادي عصر الكمبيوتر وأسبغ عليه شكل النادي المتطور، ثم جاء المهندس حسين لنجاوي الذي استفاد من خبرته في إدارة الناظر وقاد الاتحاد إلى مناجم الذهب الحقيقي حيث فاز الاتحاد ببطولة كأس خادم الحرمين الشريفين في 28شعبان1408هـ إثر فوزه على النصر بهدف قاتل سجله محمد السويد في منتصف الشوط الأول.. وكانت حلاوة هذا الفوز الكبير تتدفق في كل أرجاء البيت الاتحادي فقد استعاد الاتحاد الفوز بهذه الكأس الغالية بعد غياب دام 21عاماً. فكانت بحق بطولة تاريخية لا تزال عالقة في أذهان الاتحاديين. وكأني بهذه الكأس قد أضاءت شمعة الأمل في المزيد من الحضور البطولة وتحقيق إنجازات تليق بهذا النادي العريق. وبالفعل نجح الاتحاد في عام 1411هـ في الفوز بكأس سمو ولي العهد أثناء رئاسة الأستاذ أحمد مسعود، وكل هذه البطولات والإنجازات جميلة وتاريخية ومحفورة في الذاكرة الاتحادية القديمة والحديثة لكنها رغم ذلك لم تحقق الحد الأعلى من طموحات الاتحاديين وآمالهم لتعويض ما فات في السنوات العجاف. ثم أن العميد بطبعه لا يشبع بلقمة من هنا أو لقمة من هناك بل يريد أن يأكل من الطبق الذهبي بمفرده ويتلذذ به إلى حد الإشباع.
عصر الثلاثية :
ليس مهماً أن تأتي الأشياء الجميلة متأخرة بعض الشيء.. لكن المهم - بل الأهم - أن لا تغيب تماماً في عز الحاجة إليها.. فالفرحة مهما كانت صغيرة أو كبيرة، قد تضيع في زحمة الإخفاق هنا أو التعثر هناك، لكنها رغم ذلك لن تموت مادام القلب ينبض بالأمل ويخفق بالطموح. ولو أردنا تحديد الأشياء بمسمياتها الدقيقة والصحيحة جاز لنا القول أن الصبر كان المفتاح الأول الذي استخدمه الاتحاد لفتح مناجم الذهب وحصد الكؤوس والبطولات، وكأنه قد استشعر مقولة أحد الفلاسفة (أن النجاح في معظم الأمور يتوقف على أن يعرف الإنسان إلى متى يجب أن يصبر حتى يفوز). لقد صبر الاتحاديون سنوات طويلة تجرعوا خلالها مرارة الحرمان من البطولات نتيجة ما تعرض له هذا النادي من مكائد ودسائس استهدفت إنهاك قواه وتجريده من عوامل التفوق. كانت هذه المعاناة بكل ما فيها من قهر كافية جداً لتعويد الاتحاديين على الصبر والتحمل والجلد، بل أنها حقنتهم بمصل المناعة ضد كثير من فيروسات الإنهاك وسموم التدمير. ومن هنا بدأت رحلة الصمود في وجه التيارات المختلفة ومرحلة الظهور الجماعي للعديد من المفاهيم التي تقبع تحت مظلة الصبر. فقد صبر الاتحاديون على الحرمان وهم في عز الاستعداد، تحملوا القهر وهم يرفعون شعار الأمل والطموح. كان يتمسكون بحبل الصبر وكأنهم على يقين تام بأن إدراك الأماني يبدأ من هذا الحبل، لم تثبطهم الإخفاقات ولم تفت من عضدهم السنوات العجاف، بل أنهم في كل موسم يزدادون لهفة وشوقاً لبطولة تروي عطشهم وترسم البسمة على شفاههم، ومع تجدد الإخفاق يتجدد الأمل وتتسع دائرة الصبر والثبات، ولولا هذا الموقف البطولي لتاه الاتحاد في دروب الإخفاق ولازم الفشل حتى يومنا هذا. تلك هي الشجاعة التي تحلى بها الاتحاديون فمنحتهم مفتاح البطولات ونقلتهم من مواسم الجفاف والقحط إلى مواسم الحصاد الكبير. ولما كان هذا التوثيق الذي يضمه هذا الكتاب يصدر بمناسبة الاحتفال باليوبيل الماسي لنادي الاتحاد فلابد إذن من التوقف لتسليط الضوء على أبرز فعالياته وسبر أغوار قصته بالكلمة والصورة. وبما أن كرة القدم هي الواجهة الرئيسية للأندية الرياضية وهي المقياس الحقيقي للبطولة فسنكتفي في هذا الفصل بكشف بعض الأوراق التاريخية في سجل البطولات الاتحادية وبالتحديد تلك التي تحققت خلال السنوات الخمس الأخيرة فارتبطت بالعصر الماسي لهذا النادي الأصيل.
الثلاثية موسم الاحتكار وحلاوة الانتصار :
ستظل جماهير الاتحاد تذكر موسم 1417هـ كمرحلة انتقالية هامة في تاريخ العميد، فهو الموسم الذي صنع لهذا النادي مجداً جديداً غطى على كل الأمجاد السابقة، ورفع رأس كل اتحادي بالفخر والاعتزاز بعد سنين طويلة من الإخفاق والتعثر، ويمكن اعتباره تحديداً موسم العودة إلى منصات التتويج وبداية العصر الذهبي لاتحاد هذا القرن. ولعل الأجمل والأبرز هو قيام المارد الاتحادي من القمقم واجتياحه لكل المسابقات والبطولات المحلية وفوزه بالكؤوس واحتكارها في سابقة لم تحدث من قبل. لقد حصد الاتحاد في موسم 1417هـ ثلاث كؤوس غالية ففي مساء الاثنين 28رجب الموافق 9ديسمبر1996م وعلى ملعب الأمير عبد الله الفيصل (ملعب رعاية الشباب سابقاً) فاز الاتحاد بكأس الاتحاد السعودي لكرة القدم (كأس الأمير فيصل بن فهد حالياً) بعد تغلبه على منافسه التقليدي النادي الأهلي بثلاثة أهداف مقابل هدف واحد. وفي مساء الجمعة 10محرم1418هجرية وعلى نفس الملعب التقى الاتحاد بفريق الطائي على نهائي كأس سمو ولي العهد وفاز الاتحاد بهدفين مقابل لا شيء سجلهما سالم سويد وكوماتشو. وفي مساء الجمعة 1صفر1418هجرية وعلى ملعب الأمير عبد الله الفيصل (ملعب رعاية الشباب سابقاً) حقق الاتحاد بطولة كأس دوري خادم الحرمين الشريفين بعد فوزه على الهلال بهدفين مقابل لا شيء سجلهما جبرتي وجاري القرني.
قصة الرباعية:
إذا كانت البطولة تنتهي حتماً بصعود وتتويج البطل، وإعلان الأفراح والليالي الملاح، حيث يتوشح الأبطال بالذهب، وترتفع الأعلام والشعارات والهتافات وتنبري الأقلام بمدح النجوم الذين اعتلوا القمة وتخطوا الصعاب بعزيمة الرجال، وترتفع الأيادي بعلامات النصر وتشرئب الأعناق من الفرحة لأنصار الأبطال في كل مكان. فإن ترصد الخطوات الأولى للبطل وتقصي أوضاع الفريق قبل بدء مهمة البحث عن الذهب، ومحاولة النقاط الخيوط الأولى التي صنعت القماشة الفريدة لراية النصر والمجد، إذا كان ذلك كله ضرورياً وحيوياً ومطلوباً لمعرفة كيف وصل البطل للقمة وكيف اقتنص الذهب وحقق البطولة. وإذا كان هذا صعباً للغاية لاختلاف الرؤى، فماذا عسانا أن نفعل مع بطل غير عادي، دخل التاريخ من أوسع أبوابه. لم يكتف ببطولة واحدة ولم ترضي طموحه الثانية ولم يقنع بالثالثة ولا يتوقف حدوده عند الرابعة التي حقق بها أكبر إنجاز يتحقق لفريق في القرن العشرين أننا هنا نتحدث عن الاتحاد العميد الفريد العنيد السعيد صاحب رباعية القرن (كأس الاتحاد - وعرش الخليج - وزعامة آسيا - وسيد فرق كأس دوري خادم الحرمين الشريفين، في موسم واحد 1419هـ). هذا الفريق الذي حفر اسمه في سجلات التاريخ بإنجازه غير المسبوق ونجومه الأفذاذ الذين يمتلكون روحاً وثابة إلى تحقيق كل جديد باسم ناديهم ولديهم شهية مفتوحة عن آخرها للبطولات والكؤوس فهي تقول لهما دوماً (هل من مزيد)، هؤلاء الأبطال رجال العميد سيجعلونا نتحمل عناء البحث ومشقة الرصد، وكله من أجل العميد الذي حقق المعادلة رغم صعوبتها بفضل تكامل عناصر النجاح التي عزفت سيمفونية النصر وأعلت راية المجد من الإدارة الواعية بمسؤوليتها ، والجهاز الفني الخبير بقدرات وإمكانيات لاعبيه وطبيعة المنافسة في كل بطولة يخوضها والذي درس بجدية وبذكاء مطلق خطط ومستويات خصومه في كل المراحل إلى لاعبين لا يعرفون شيئاً اسمه المستحيل ولا يرضون على أنفسهم الهزيمة. هذه المعطيات هي التي أفرزت رباعية القرن لعميد الفن فما هي قصة هذه الرباعية؟
كأس الاتحاد لهذا الاتحاد :
كانت مسابقة كأس الاتحاد فاتحة خير على العميد والذي بدأ موسم التصحيح بعودة ربان السفينة والرئيس المثالي أحمد مسعود والذي تولى زمام الأمور خلفاً لطلعت لامي صاحب الثلاثية المحلية (كأس الاتحاد وكأس ولي العهد وكأس خادم الحرمين الشريفين) حيث عمل المسعود على إعادة ترتيب الأوراق المبعثرة واستدعى ديمتري قائد المنتصرين الذي لبى النداء على الفور وجاء يعيد العميد لمجد جديد حيث أعلن منذ وصوله إلى العروس بأنه قادر على أن يعيد الفريق إلى مكانه الطبيعي إلى ساحة التتويج والبطولات الذهب بعد أن ضل الطريق وترك حصته من بطولات الموسم الفائت لغيره، وبدأت مهمة ترميم الصفوف لدفع العميد للأمام، وبدأ تشكيل العجينة التي صنعت دائماً تورتة النصر حيث خاض الفريق فترة إعداد طويلة وشاقة من أجل التحضير والاستعداد لموسم غير عادي شارك فيه الاتي في ست بطولات، ودافع فيه النجوم عن مكانتهم وسمعتهم أمام الذين شككوا في قدراتهم وإمكانياتهم، بل أيضاً ردوا على من حاول التقليل من إنجازهم بالفوز بالثلاثية وكان يعتبرونها مجرد ضربة حظ، وأثبتوا بما لا يدع مجالات للشك بأن أبناء العميد هم رجال المواقف، ولديهم الطموح وبداخلهم الحماس والروح.. وأقدامهم هي الأقوى والأكثر ثباتاً على البساط الأخضر وأن فريقهم متكامل الأركان، قوي الأساس، يمتلك صفوة نجوم الكرة السعودية المدعومة بقاعدة جماهيرية غفيرة وواعية بمسؤولياتها وأهدافها وطموحاتها. خاض الفريق خلال مسابقة كأس الاتحاد 10مباريات في المرحلة التمهيدية قبل أن يتأهل للمباراة قبل النهائية ويكون قاب قوسين أو أدنى من البطولة وقبل أن يتمسك بخيط الأمل ويكتب أولى سطور الرباعية، حيث تصدر الاتحاد المجموعة الأولى برصيد 25نقطة جمعها من 8انتصارات وتعادل في واحدة أمام النصر وخسر مثلها من الرياض، وهي الخسارة الأولى له في البطولة، وأكد عزمه للتربع على الصدارة، وفجر إمكانياته بتسجيل 23هدفاً وهُزت شباكه 12مرة، وقد تأهل الفريق بجدارة للدور نصف النهائي ليواجه منافسه العنيد فريق الوحدة واستطاع الاتحاد يومها عزمه الأكيد على التأهل للنهائي ليضمن ولو مؤقتاً الصعود لمنصة التتويج وتحقق له ذلك بتوقيع نجمه الموهوب الصاعد خالد الشمراني الذي سجل هدفين نظيفين خرج بهما العميد فائزاً واقترب خطوة من أول كأس وليتأهل للنهائي ومواجهة الشباب ويومها قال المايسترو خميس الزهراني كلمته وأثبت موهبته بهدفه الذهبي الذي حسم أول بطولات الموسم لصالح العميد.
يوم التتويج وحمل الكأس :
بعد أن وصل القطار إلى محطته الأخيرة.. كانت قلوب جماهير الفريقين تنتظر لحظة تتويج وإعلان بطل كأس الاتحاد الخامسة عشرة والتي كانت حائرة بين العميد والشيخ، وكانت المباراة بمثابة التحدي الحقيقي للفريقين لإثبات قدرتهما على حسم اللقب بعد تشابه مستوى ومشوار الفريقين حيث كان الشباب هو الآخر متألقاً ومتوهجاً تحت قيادة مدربه البرازيلي فييرا، ولكن الاتحاد الذي كان يبحث عن اللقب الثاني خلال هذه المسابقة وعن المزيد من الإنجازات على يد مدربه البلجيكي ديمتري ورغبته في افتتاح الموسم بدفعة معنوية كبيرة وببطولة أولى جعلته أكثر تصميماً على الفوز باللقب الذي بات وشيكاً وتحقيقه لا يحتاج إلا للتركيز ومزيد من الإصرار، وبالفعل كان الفوز من نصيب نجوم الاتحاد حيث صعد الجميل (السد العالي) قائد الفريق واستلم أولى الكؤوس الرباعية من يد الدكتور نزيه نصيف أمين جدة الذي سلم الأبطال الذهب وترك للشباب الوصافة والمركز الثاني بعد أن كان نداً عنيداً وخصماً كبيراً طوال شوطي المباراة، بل أنه كان الأكثر سيطرة طوال الشوط الأول ولكن ديمتري أعطى لاعبيه خلال استراحة الشوط الثاني مفتاح الفوز واستلام الكأس وأوعز للاعبيه بضرورة اللعب السريع والهجوم المضاد العنيف وتكثيف الوسط وبالفعل جاء هدف الفوز الوحيد من هجمة منسقة اختتمها خميس الزهراني مايسترو الوسط في شباك الشباب ليتوج العميد بطلاً للكأس التي استعادها من جديد بعد أن حققها الفريق للمرة الأولى عام 1408هـ أيضاً على حساب الشباب ثم أمام الأهلي عام 1417هـ.
العميد.. بطل الخليج :
حلت الكأس الخليجية في أحضان العميد والذي استقبلها بفرحة غير عادية لأنها البطولة الخارجية الأولى في سجله الناصع المليء بالكؤوس والدروع، ورغم أنه دائماً يقابله سوء توفيق في البطولات الخارجية ولكن كأس خليجي16 والتي استضاف نهائياتها كانت فاتحة خير وعربون صداقة مع العهد الجديد للعميد الذي انفتح فيه على القارية والإقليمية وأوشك من المجال العالمي، كما كانت الكأس الخليجية خير تعويض عن فقدان الكأس العربية التي ضاعت من بين يديه قبل معترك البطولة الخارجية بأسبوع واحد وأعادت الثقة لدى نجوم الاتحاد في قدرتهم على تحقيق البطولات بكافة أنواعها سواءً على المستوى المحلي أو الخارجي.
عميد البطولات.. أمام شارقة الإمارات :
لن ينسى الاتحاديون ذلك اليوم المجيد من تاريخهم يوم الجمعة 19شوال الموافق 5فبراير يوم أعلن ناديهم بطلاً لكأس الخليج السادسة عشرة للأندية أبطال الدوري، أول بطولة خارجية في سجل النادي رغم مشاركاته العديدة حيث كانت اللحظة المرتقبة والتي انتظرها الاتحاديون طويلاً وجاءت من بوابة الشارقة الإماراتي الذي اختتم به الاتي العرس الخليجي متوجاً مشواره المظفر بالكأس الغالي كأكبر هدية للوطن في عيده المئوي وكان العميد عريساً متوجهاً متوشحاً بالذهب بعدما نجح في تحقيق الفوز الخامس وسجل للشارقة (على ثاني) من ضربة جزاء فيما أضاع أحمد جميل ضربة جزاء مثلها وقبلها ليسدل الستار عن العرس ويودع أبناء الخليج من الفرق المشاركة أرض المملكة وعروس البحر الأحمر مدينة جدة بعد أن ساهموا في تتويج العميد وفرحوا معه بالبطولة التي ذهبت لمن يستحقها وعمل لها ببراعة وتنسيق وتطبيق داخل الملعب وخارجه وكانت البطولة اتحادية بجدارة حققها نجوم الفريق بدون تعادل أو خسارة.
الاتحاد بطل أكبر قارات العالم :
لم يكن أمام أبطال العميد فرصة لالتقاط الأنفاس فبعد أيام قليلة من فوزه ببطولة الخليج (فاتحة البطولات الخارجية في سجل النادي) كان على الأبطال أن يحزموا حقائبهم استعداداً لرحلة أخرى من رحلات قنص الذهب، فلا مجال للتفريط في كأس أخرى باتت وشيكة وقريبة المنال بعد أن قطع الأبطال مراحلها الأولى بنجاح ساحق.. وما بقي ليس بأصعب مما مضى، وبالفعل شد الاتحاديون الرحال إلى اليابان في رحلة شاقة قطعها الفريق في ساعات طويلة تعرضت فيها الطائرة لما يشبه الكارثة عندما تعطلت المحركات وكادت أن تهوي لولا العناية الإلهية التي رافقت بعثة العميد نحو المجد الجديد، فقد أوشك اللاعبون على الانهيار لتعرضهم لظروف لم يتعرضوا لها من قبل ولم يكونوا يعلمون بأن الرحلة التي بدأت متعثرة بهذا الشكل سوف تكلل ببطولة أكبر القارات لتستمر الصدارة السعودية لفرق آسيا وتبقى الكأس في حوزة السعوديين بعد أن عاد الاتحاديون بها وكانوا خير سفراء للكرة السعودية المتربعة على العرش الآسيوي.. وإذا كانت اليابان هي نقطة النهاية.. فقد قطع الاتحاديون مشواراً ليس أقل صعوبة ووعورة حتى نالوا اللقب الآسيوي وبدء من دوحة قطر وحتى طاشكند، وانتهاء بطوكيو التي شهدت تتويج الأبطال بثاني بطولة خارجية في سجل العميد مع بداية العام الهجري الجديد 1420هـ.
كأس أسيا من أمام جونام الكوري.. مسك الختام :
خطوة واحدة فقط كانت باقية على التتويج والوفاء بالوعد والعودة بكأس آسيا لأحضان الوطن والحفاظ على الريادة السعودية الآسيوية.. 90دقيقة فقط كانت تفصل العميد عن الثلاثية الجديدة واللقب الخارجي الثاني في أقل من شهرين، مجد جديد يفتح أبوابه لنجوم الاتي فهل يرفضون اقتحامه ويفرطون في الفرصة الذهبية التي أصبحت وشيكة وتتطلب جهداً وحماساً وروحاً وإصراراً وعزيمة وكلها متوفرة في نجوم الفريق.. بقيت خطوة جونام الكوري الذي أقصى وقضى على آمال صاحب الأرض كاشيما الياباني وتتأهل لملاقاة العميد، إذ الفريقان يلعبان في ظروف واحدة، والجماهير ستتعاطف مع صاحب السبق والكلمة العليا في المباراة والكفاح سيكلل عبر هذا اللقاء بإنجاز فريد لأبطال العميد، كل ذلك وضعه نجوم الاتحاد ومن خلفهم الداهية ديمتري الذي يتعامل مع كل مباراة بفكرها وظروفها وتغييراته لها أكبر الأثر في اقتناص الفوز للعميد، ورغم الحماس الكبير للكوريين والحافز الكبير بصفتهم قد قطعوا شوطاً كبيراً في إقصاء صاحب الأرض الفريق الياباني العنيد إلا أنهم لم يحسبوا في حسبانهم أنهم فعلوا ذلك لمصلحة العميد الذي جاء إلى هنا قاطعاً المسافات من أجل الذهب والكأس والبطولة فقط لا غير وأن الاتحاد يختلف عن كاشيما خاصة وإذا كان يلعب على نهائي البطولات فلا مجال عنده للتفريط ونجومه هم أصحاب الخبرة الكبيرة وركيزة المنتخب السعودي زعيم آسيا الكبير، وبرغم تسجيل جونام هدفه الأول إلا أن الاتحاديين لم يستسلموا ولم يهنوا أو يضعفوا أو تقل ثقتهم في أنفسهم وقدرتهم على تعديل النتيجة، وبالفعل تحقق ذلك بهدف ماركة بهجا الذي عاد لهوايته وتألقه ومستواه في هذه المباراة. واستغل جونام أيضاً الضغط الهجومي المتواصل للاتحاد بغية حسم النتيجة وسجل هدفه الثاني فرد عليه محمد نور بصاروخ أرض جو وعادل النتيجة وكفة المباراة وصحح أوضاع الاتحاد مرة أخرى وعدل وضعه نحو منصة التتويج.. وبرغم نجاح جونام في إنهاء المباراة بالتعادل والاحتكام للوقت الإضافي إلا أن أحمد بهجا مهاجم الاتحاد المغربي قال كلمته وسجل آخر أهداف البطولة وآخر هدف له مع الفريق حيث انتقل لصفوف الوصل الإماراتي ولم يسجل حضوراً وأهدافاً في مباراتي المربع أمام الشباب أو نهائي كأس الملك أمام الأهلي ولكن هدفه الذهبي الذي سجله من ضربة جزاء على مرتين كان أغلى الأهداف الاتحادية البهجاوية على الإطلاق حيث توجه به الفريق بطلاً لآسيا وحقق ثاني كأس خارجية له في تاريخه المجيد.
الرباعية.. زعامة محلية خليجية آسيوية :
إذا كنت على موعد منتظر مع التاريخ فلابد أن تضع أقدامك في موضع الاهتمام بالحدث فما بالك إذا كان التاريخ حاضراً أربع مرات في موسم واحد ليسجل زعامة العميد محلياً وخليجياً وآسيوياً؟!.
القمة على حساب الأهلي :
لا يمكن لأي واحد منا أن يجد الاتحاد والأهلي أمامه دون أن يمتد بالذاكرة إلى آفاق هذين العملاقين ويجول في روائع وإبداعات التنافس المثير بينهما، وقد يلمس بأطراف الذاكرة كل الصور التي صنعت هذا التاريخ الطويل بين العميد والقلعة. وإذا كان أي لقاء بينهما يمثل بطولة في حد ذاته فإن المواجهة على قمة دوري كأس خادم الحرمين الشريفين في موسم 1419هـ كانت في نظر النقاد والمتابعين وكل الجماهير (بطولة القرن) لتزامنها مع نهاية القرن العشرين، وهو الأمر الذي سكب الزيت على نار التحدي بين الناديين وأشعل فتيل هذه المواجهة بشكل لم يسبق له مثيل.
التحدي بلغة الحسم :
المواجهة كانت قوية من بدايتها وسريعة في نفس الوقت وقد وضح حرص الاتحاديين على هز الشباك الأهلاوية تساندهم عوامل عديدة أهمها (روح الاتحاد) المنبعثة من هتاف جماهيرهم الوفية التي حضرت مبكراً إلى ملعب رعاية الشباب بجدة وظلت تهتف للفريق بكل حماس. كانت الأوراق الفنية في يد مدرب الاتحاد ديمتري غنية بالعديد من الخيارات في طريقة اللعب وأسلوب الأداء وساعده في ذلك وجود نخبة من النجوم وأصحاب الخبرة والموهبة الكروية، ومن هؤلاء محمد نور الذي وضعه ديمتري كلاعب محور ضبط به إيقاع الفريق دفاعاً وهجوماً بعكس مدرب الأهلي أمين دابو الذي لعب بمحورين تحسباً للضغط الاتحادي المتوقع والتصدي لمحاولات الاختراق الرأسية التي يجيدها مهاجمو الاتحاد.
طرد الصحفي وهدف البرق :
وسط هذا التفوق الاتحادي أشهر الحكم معجب الدوسري بطاقة حمراء لمدافع الاتحاد محمد مسعود الصحفي فكان القرار صعباً على الاتحاديين لحظتها لكن المسألة هنا لا ترتبط بالكم بل بالكيف وهذا الذي يتميز به الاتحاديون حيث كان خروج الصحفي سبباً مباشراً في بث المزيد من الحماس والإصرار على الفوز، فبدلاً من التراجع دفاعاً عن المرمى زاد ضغط الاتحاديين على الفريق الأهلاوي وسجل حمزة إدريس بسرعة (البرق) هدفاً رائعاً من كرة تهيأت له داخل منطقة الجزاء الأهلاوية أخفق عبد الله سليمان والفلاتة في إبعادها فاقتنصها حمزة إدريس وأسكنها مرمى الأهلي بعد اصطدامها بالحارس عبد المجيد الغامدي.
أخذنا الكأس :
يعتبر هذا الهدف من الأهداف التاريخية في نهائيات الدوري بل يمكن اعتباره (هدف القرن) لما كان له من دلالات هامة ومؤثرة خاصة وأنه تصفية لحساب قديم سدد به الاتحاد فاتورة الأربعة التي سجلها الأهلي في مرمى الاتحاد في نهائي الكأس عام 1399هـ. وليلتها خرجت مواكب الفرح تزف البطل (الاتحاد) وسط آلاف مؤلفة من جماهيره المميزة التي طافت بشعار العميد في شوارع جدة وفي كل مناطق المملكة وسهرت حتى الصباح تعزف لحن البطولة وتغني (أخذنا الكأس).
بطولة القرن
لم يكن ضياع البطولات في موسم 1420 عائقاً أمام إصرار الاتحاديين على صعود منصة التتويج فقد ضاعت منهم خمس بطولات في ذلك الموسم لكن هذا الإخفاق صنع النجاح الكبير فحقق الفريق بطولة صدارة الدوري وتربع على القمة لأول مرة بعد تطبيق نظام(نظام الصدارة).
هذه ا
mmjabal- عدد المساهمات : 322
نقاط : 476
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 31/12/2009
الموقع : ماهو لازم
رد: تاريخ العميد الإتحاد
صراحه تاريخه مرة حلو بس مايوصل تاريخ الهلال
ŽỲỖǾỖĐ- عدد المساهمات : 500
نقاط : 699
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 31/12/2009
رد: تاريخ العميد الإتحاد
والله ماقريت شي بس شكرا
Abdel Mohsen- عدد المساهمات : 500
نقاط : 635
السٌّمعَة : 1
تاريخ التسجيل : 03/01/2010
الموقع : في حي الروضه
رد: تاريخ العميد الإتحاد
اول نادي بالممكله تأسس نادي الإتحاد وكيف ما يوصل للهلال
mmjabal- عدد المساهمات : 322
نقاط : 476
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 31/12/2009
الموقع : ماهو لازم
رد: تاريخ العميد الإتحاد
شف البطولات من اكثر ياقلبي
ŽỲỖǾỖĐ- عدد المساهمات : 500
نقاط : 699
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 31/12/2009
مواضيع مماثلة
» تاريخ نادي الإتحاد السعودي
» الإتحاد يهزم النصر بهدف المشعل (شاهد الأهداف)
» تاريخ كرة القدم
» تاريخ الهلال
» تاريخ النصر
» الإتحاد يهزم النصر بهدف المشعل (شاهد الأهداف)
» تاريخ كرة القدم
» تاريخ الهلال
» تاريخ النصر
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى